يبدو أن أوكرانيا فجرت عددا من الجسور الرئيسية في منطقة كورسك خلال عطلة نهاية الأسبوع بينما كانت قواتها تواصل توغلها الجريء في روسيا والذي تقول كييف الآن إنه كان يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة لوقف الهجمات عبر الحدود.
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، الأحد، تدمير جسر ثان في منطقة كورسك، مشيرة إلى أن ذلك “يحرم العدو من قدراته اللوجستية” و”يؤثر بشكل كبير على مسار الأعمال العدائية”.
وقال قائد القوات الجوية في البلاد، الفريق أول ميكولا أوليششوك، خلال مشاركته مقطع فيديو لما يبدو أنه ضربة على أحد طرفي الجسر: “ناقص جسر واحد آخر”.
تمكنت قناة NBC News من تحديد موقع الفيديو في قرية زفانوي على نهر سيم في منطقة كورسك. يأتي ذلك بعد أن نشر أوليششوك، الجمعة، مقطع فيديو يظهر غارة جوية أدت إلى قطع جسر إلى نصفين.
إن تدمير الجسور فوق نهر سيم قد يكون خطوة حاسمة في تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية التي تحاول وقف التقدم الأوكراني في كورسك.
ولم تعلق وزارة الدفاع في موسكو على أي من الهجمات المزعومة على الجسور. ولم تتمكن شبكة إن بي سي نيوز من التحقق من التقارير التي تتحدث عن تدمير الجسور.
وتقول كييف إن قواتها لا تزال تتقدم، بعد أن زعمت أنها سيطرت على أكثر من 440 ميلا مربعا من الأراضي الروسية في الهجوم المفاجئ الذي شنته قبل أسبوعين والذي هز ديناميكيات الحرب وفرض تحديا جديدا للكرملين.
ويبدو أن هذا الهجوم قد فاجأ روسيا تماما بعد أشهر من التركيز على الهجوم في شرق أوكرانيا وبقية خط المواجهة الذي يمتد لمسافة 600 ميل.
وكان المسؤولون الأوكرانيون قد ألمحوا إلى عدد من الدوافع وراء الهجوم المفاجئ، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي كشف الأحد عن الهدف الرئيسي للعملية في كورسك.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي: “إن مهمتنا الأساسية الآن في العمليات الدفاعية بشكل عام هي تدمير أكبر قدر ممكن من الإمكانات الحربية الروسية وتنفيذ أقصى قدر من الإجراءات الهجومية المضادة. وهذا يشمل إنشاء منطقة عازلة على أراضي المعتدي – عمليتنا في منطقة كورسك”.
وكان هذا التعليق هو أول تفسير رسمي له بشأن العملية، بعد أيام من التكهنات من جانب المحللين العسكريين بشأن الأهداف التي قد تسعى أوكرانيا إلى تحقيقها في هجومها المحفوف بالمخاطر.
كانت فكرة إنشاء “منطقة عازلة” أول من طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بعد أن شنت موسكو هجومها على منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا في مايو/أيار، بهدف حماية المناطق الحدودية التي اجتاحتها أوكرانيا منذ ذلك الحين.
وبدلاً من ذلك، يبدو الآن أن زيلينسكي هو الذي يسعى إلى إقامة “منطقة عازلة” لمنع الهجمات الروسية على المدن والقرى الأوكرانية عبر الحدود.