في خطاب غير مسبوق ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين أن الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة، قائلاً: “اليوم سكتت البنادق ومستقبل المنطقة أصبح مشرقاً”.
ووصف ترامب وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بأنه “فجر تاريخي لشرق أوسط جديد”، مشيراً إلى أن الدول العربية والإسلامية لعبت دوراً محورياً في الضغط على حركة حماس لإنهاء النزاع، واصفاً هذه الدول بأنها شركاء حقيقيون في عملية السلام.
وأوضح ترامب أن الفترة المقبلة ستكون بداية لعصر ذهبي في الشرق الأوسط، مؤكداً عزمه أن يكون شريكاً أساسياً في جهود إعادة إعمار قطاع غزة وإعادة الاستقرار للمنطقة.
ترامب: أنجزنا المستحيل وأعادنا الرهائن
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن شخصيته لا تميل للحروب، قائلاً: “يبدو أنني أنجح في وقفها.. هذه ليست نهاية حرب.. بل بداية فجر تاريخي جديد”.
وأكد أن إسرائيل ستتمكن من نزع سلاح حماس وأن أمنها لن يكون مهدداً، مشدداً على أن بلاده “أنجزت المستحيل وأعادت جميع الرهائن إلى بيوتهم”.
وأضاف ترامب أن الوضع الآن يسمح لإسرائيل بالتوجه نحو السلام وضمان عدم تكرار الصراعات، موضحاً أن هذه اللحظة ستظل تاريخية للأجيال القادمة باعتبارها بداية التغيير الجذري في المنطقة.
مواجهة الإرهاب النووي الإيراني
ولم يغفل ترامب الحديث عن إيران، مؤكداً أن العملية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني كانت ناجحة وأسفرت عن القضاء على ما وصفه بـ “الإرهاب النووي”.
وأضاف: “منعنا إيران من امتلاك أخطر الأسلحة في العالم.. وقد ألقينا 14 قنبلة على منشآتها النووية”، مشدداً على أن قوى الفوضى في المنطقة قد هُزمت تماماً.
رغم ذلك، أشار ترامب إلى أن إمكانية التوصل لاتفاق سلام مع إيران تظل قائمة، مؤكداً أن “يد الصداقة والتعاون مفتوحة دائماً” وأن الولايات المتحدة مستعدة للحوار البناء مع طهران إذا ما أبدت رغبتها في السلام.
لبنان وحزب الله: دعم الاستقرار
وفيما يتعلق بلبنان، شدد ترامب على أن الأوضاع تتحسن بعد القضاء على حزب الله الذي استهدف إسرائيل، مؤكداً دعم الولايات المتحدة لمبادرة الرئيس اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، وهو ما وصفه بأنه خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة.

واعتبر ترامب أن دعم لبنان في هذا السياق سيكون جزءاً من جهود السلام الشاملة التي تشمل جميع دول الشرق الأوسط.
استقبال رسمي وحضور الكنيست
شهدت جلسة الكنيست التي ألقى فيها ترامب كلمته حضوراً مكثفاً، حيث صفق أعضاء البرلمان وقوفاً للرئيس الأمريكي بحضور الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوج ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأثناء الجلسة، تم طرد عضوين من المعارضة بعد مقاطعتهما خطاب ترامب، فيما حرص الأخير على توجيه الشكر لجميع الحاضرين وتسجيل اسمه في سجل الشرف قائلاً: “إنه لشرف عظيم لي، إنه يوم رائع، بداية جديدة لمستقبل الشرق الأوسط”.
نتنياهو يشيد بترامب ويؤكد الالتزام بخطة السلام
بينما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمته أن الرئيس الأمريكي لعب دوراً محورياً في إعادة الرهائن إلى بيوتهم ووصفه بـ “أعظم صديق لإسرائيل”.
وأشاد نتنياهو بوساطة ترامب في نشر السلام في المنطقة، مشيداً بقراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ومؤكداً التزام إسرائيل بتحقيق السلام وفق خطة ترامب.
إنجازات الحرب وأهمية إعادة إعمار غزة
أكد ترامب أن إسرائيل قامت بكل ما يلزم للرد على هجوم 7 أكتوبر، وأن جميع قادة الهجوم من حماس قد رحلوا، مشيراً إلى أن إعادة الرهائن تمثل “انتصاراً لا يصدق لإسرائيل والعالم”.
ودعا الرئيس الأمريكي سكان غزة إلى التركيز على استعادة أسس الحياة الطبيعية بما في ذلك الأمن والكرامة والتنمية الاقتصادية، معرباً عن عزمه أن تكون الولايات المتحدة شريكاً رئيسياً في جهود إعادة إعمار القطاع وتحقيق الاستقرار طويل الأمد.
قمة شرم الشيخ: خطوة تاريخية نحو السلام
وأشار ترامب إلى أن زيارته لإسرائيل تأتي بعد إعلان انتهاء الحرب في غزة، وأنه سيتوجه لاحقاً إلى مصر لحضور قمة سلام في مدينة شرم الشيخ، بحضور عدد من قادة العالم، لتوقيع وثيقة رسمية لإنهاء الحرب.
وأوضح ترامب أنه حصل على ضمانات شفهية من الدول العربية والإسلامية بشأن صمود وقف النار في غزة، مشيراً إلى أن القوة الدولية التي ستدير القطاع ستكون مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف.
رسالة ترامب للعالم: السلام ممكن وضروري
شدد ترامب على أن الأجيال القادمة ستتذكر هذه اللحظة على أنها بداية التغيير الجذري للشرق الأوسط، معتبراً أن السلام ليس حلماً بعيداً بل واقعاً يمكن البناء عليه “يوماً بعد يوم، شخصاً بعد شخص، أمة بأمة”.
وأكد أن قوى الفوضى التي ابتليت بها المنطقة قد هُزمت تماماً، وأن يد التعاون والصداقة ممتدة لجميع الأطراف بما في ذلك إيران، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستطبق السلام بالقوة إذا اقتضت الحاجة، وأنها تمتلك ترسانة عسكرية لم يسبق لأحد أن شاهد مثلها.
العلاقة الاستراتيجية مع نتنياهو
أعرب ترامب عن حسن علاقته مع نتنياهو، موضحاً أن بعض الخلافات السابقة تم حلها بسرعة، ووصف نتنياهو بأنه “ليس من السهل التعامل معه، لكن هذا ما يجعله عظيماً”.
وأضاف أن التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيكون أساسياً لإنجاح جهود السلام المقبلة، مؤكداً على الاستعداد الكامل لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لضمان استقرار المنطقة.
الفجر الجديد للشرق الأوسط
اختتم ترامب كلمته بالتأكيد على أن الوقت قد حان لتحويل الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية واقتصادية مستدامة، مع التركيز على إعادة إعمار غزة وتحقيق التنمية الشاملة فيها.
وشدد على أن جهود السلام الحالية ستترك إرثاً تاريخياً للعالم بأسره، وأن لحظة إعلان “الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد” ستكون محل تذكر للأجيال القادمة باعتبارها بداية تحول شامل نحو السلام والازدهار في المنطقة بأسرها.