الولايات المتحدة وأوكرانيا: تحالف استراتيجي يضرب العمق الروسي
في خطوة جريئة تكشف عن تحول استراتيجي في الصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا، أفصحت مصادر غربية عن دور الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا لتنفيذ ضربات بعيدة المدى استهدفت منشآت روسية للطاقة. هذه الضربات تأتي في إطار جهد منسق لإضعاف الاقتصاد الروسي وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ضرب منشآت الطاقة الروسية
بحسب ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية التي تم تبادلها مع كييف مكّنت القوات الأوكرانية من توجيه ضربات دقيقة لمصافٍ نفطية ومنشآت طاقة روسية تقع على مسافات بعيدة عن خطوط القتال التقليدية. هذا الدعم الأمريكي، الذي تصاعد منذ منتصف الصيف الماضي، كان حاسماً في إنجاح ضربات كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد حذّرت كييف من تنفيذها سابقاً.
أدت هذه الضربات إلى ارتفاع أسعار الطاقة داخل روسيا بشكل ملحوظ، مما أجبر موسكو على تقليص صادرات الديزل والاعتماد بشكل أكبر على استيراد الوقود من الخارج. هذا التحول الاقتصادي يعكس مدى تأثير العمليات العسكرية الأوكرانية المدعومة أمريكياً على الاقتصاد الروسي.
تحوّل في السياسة الأمريكية
يشير التقرير إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية يمثل أحدث مؤشر على تعميق الدعم الأمريكي لأوكرانيا. ويرى المحللون أن هذا التحول يعود إلى مكالمة هاتفية جرت في يوليو الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. خلال المكالمة، سأل ترمب زيلينسكي عن إمكانية توجيه ضربات إلى موسكو إذا وفرت واشنطن الأسلحة اللازمة.
ورغم أن البيت الأبيض أوضح أن الرئيس كان “يسأل فقط” ولا يشجع على القتال، إلا أن هذه الخطوة تُظهر دعماً ضمنياً لاستراتيجية تهدف إلى “جعل الروس يشعرون بالألم” لدفع الكرملين نحو التفاوض.
التخطيط الاستراتيجي للهجمات
توضح التقارير أن المعلومات الأمريكية ساعدت كييف بشكل كبير في تحديد مسارات الطائرات المسيّرة وتوقيت الهجمات والارتفاعات المناسبة لتفادي الدفاعات الجوية الروسية. وفقاً لثلاثة مسؤولين مطلعين على العمليات، فإن واشنطن تشارك عن قرب في جميع مراحل التخطيط لهذه الهجمات، مما يعكس عمق التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين.
توقعات مستقبلية
مع استمرار الدعم الأمريكي وتصاعد الضغط الاقتصادي والعسكري على روسيا، يتوقع المحللون أن تزداد وتيرة العمليات الأوكرانية ضد المنشآت الحيوية الروسية. السؤال الذي يبقى مطروحاً هو كيف سترد موسكو؟ وهل ستتمكن هذه الاستراتيجية من إجبار بوتين على التفاوض أم أنها ستؤدي إلى تصعيد أكبر؟ الأيام القادمة تحمل الإجابة.
The post دعم استخباراتي أمريكي لأوكرانيا لاستهداف روسيا appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.