تراجعت الأسهم الآسيوية وسط مخاوف من أن تقييمات شركات التكنولوجيا أصبحت مبالغاً فيها بعد موجة الصعود المتواصلة التي شهدتها.

انخفض مؤشر “إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ” بنسبة 0.8%، مع تراجع أسهم أشباه الموصلات التي ضغطت على السوق اليابانية. 

وهبط سهم شركة “تس إس أم سي” التايوانية بعد تقارير أفادت بأن شركات وساطة خفّضت نسبة تمويل الهامش للسهم إلى الصفر، مشيرةً إلى ارتفاع تقييماته. كما يتجه مؤشر أسهم التكنولوجيا في هونغ كونغ نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ مطلع أغسطس.

في المقابل، ارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية بعد عودتها من عطلة استمرت أسبوعاً، مع قفزة سهم “سامسونغ إلكترونيكس” بنسبة 6%.

الحذر يسيطر على الأسواق بعد ارتفاعات حادة

تراجع الدولار بشكل طفيف بعد موجة صعود استمرت أربعة أيام أوصلته إلى أقوى مستوياته منذ بداية أغسطس. ويتجه مؤشر “بلومبرغ” للعملة الأميركية لتحقيق أفضل مكاسبه الأسبوعية منذ منتصف نوفمبر 2024.

وارتفع الذهب بشكل طفيف بعد أن سجّل أكبر انخفاض له منذ أغسطس أيضاً، لكنه ظل يتداول دون مستوى 4,000 دولار للأونصة. أما النفط، فحافظ على أكبر تراجع أسبوعي له وسط تفاؤل حذر بشأن تراجع التوترات في الشرق الأوسط.

تراجعت الأسهم الأميركية يوم الخميس، إذ توقّف المستثمرون لالتقاط الأنفاس بعد موجة صعود قوية في مؤشر “إس آند بي 500” منذ أدنى مستوياته في أبريل، حين تسببت المخاوف من الرسوم الجمركية في اضطراب الأسواق. وجاءت المكاسب مدفوعة بأسهم التكنولوجيا الكبرى المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما دفع بعض المحللين إلى التحذير من تكوّن فقاعة في السوق.

وقال كيث ليرنر من شركة “تروست أدفايزوري سيرفيسز إنك”: “يبدو أن بعض مناطق السوق تعاني قوة زائدة. إن الفترة الطويلة الممتدة من دون أي تصحيح ملموس تجعل السوق أكثر حساسية تجاه المفاجآت السلبية”.

صناديق التحوط تتريّث رغم الارتفاعات القياسية

حتى بعد سلسلة الأرقام القياسية، تشير بيانات “جيه بي مورغان تشيس آند كو” إلى أن بعض المستثمرين، بمن فيهم صناديق التحوط، ما زالوا متحفظين.

وأوضح فريق بقيادة نيكولاوس بانغيرتزوغلو أن “معامل بيتا الأسهم” الخاص بصناديق التحوط الكلية التي تقدم تقارير شهرية، وهو مؤشر على مدى انكشافها في السوق، لا يزال سلبياً بشكل معتدل على الرغم من انخفاضه قليلاً في الأشهر الأخيرة.

وقال دانييل سكيلي، رئيس قسم أبحاث واستراتيجيات السوق في إدارة الثروات لدى “مورغان ستانلي”، إن أحد الأسباب الرئيسية لعدم دقة الحديث عن فقاعة في الذكاء الاصطناعي هو أن الشركات الرائدة في الإنفاق ما زالت تتمتع بقوة متزايدة في الأرباح.

وأضاف: “هذه ليست شركات فقاعة الإنترنت قبل ربع قرن التي لم تكن تملك أرباحاً أو حتى نماذج أعمال قابلة للاستمرار. ومع ذلك، هذا لا يعني أن السوق لن تواجه انتكاسات. قد يرغب المستثمرون في النظر إلى أسهم الشركات ذات توزيعات الأرباح المتنامية عالية الجودة”.

استئناف عمل مكتب الإحصاءات الأميركي

في مكان آخر، استدعى مكتب إحصاءات العمل الأميركي موظفيه للتحضير لتقرير تضخم رئيسي ضروري لاحتساب حجم شيكات الضمان الاجتماعي للعام المقبل، وفقاً لمسؤول في وزارة العمل مطلع على الأمر. وكان المكتب قد أوقف جميع عملياته، بما في ذلك جمع البيانات وإصدار الإحصاءات الاقتصادية، بسبب الإغلاق الحكومي.

وفي الأسواق الأخرى، تراجعت سندات الخزانة الأميركية عبر جميع آجالها يوم الخميس. كما اتجه الين نحو أكبر خسارة أسبوعية له في عام، حتى بعد أن قالت ساناي تاكايشي، زعيمة الحزب الحاكم الجديدة في اليابان والمؤيدة للتحفيز الاقتصادي، إنها لا تؤيد ضعفاً مفرطاً للعملة.

اقرأ أيضاً: هل ساناي تاكايتشي ثاتشر اليابان أم ستصبح ليز ترَس؟

دعم أميركي لبيونس آيرس وصعود الدولار

ارتفع البيزو الأرجنتيني بعد أن سارعت الولايات المتحدة إلى دعم استقرار اقتصاد البلاد، مقدّمةً تمويلاً بقيمة 20 مليار دولار، ونفّذت تدخلاً نادراً في سوق العملات بعد أسابيع من التراجع الحاد للعملة.

ويركّز المستثمرون أيضاً على قوة الدولار الأخيرة، إذ تظل العملة الاحتياطية العالمية الأساسية قرب أعلى مستوى في شهرين، رغم استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي. ويقول متعاملون في آسيا وأوروبا إن صناديق التحوط أضافت رهانات عبر عقود الخيارات تتوقع استمرار تعافي الدولار أمام معظم العملات الرئيسية حتى نهاية العام.

وكتب ديلين وو، استراتيجي في “بيبرستون غروب”، قائلاً: “رغم أن صعود الدولار الإضافي قد يكون محدوداً ما لم نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في العوائد الحقيقية، فإن ارتفاعاً جديداً في عوائد سندات الخزانة الأميركية قد يشعل موجة تصحيح أوسع في الأصول عالية المخاطر”.

شاركها.