عمّت حالة من الفرح والتهليل مختلف مناطق قطاع غزة، اليوم الخميس، عقب إعلان دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بعد توقيعه رسميًا في جمهورية مصر العربية، برعاية مباشرة من القاهرة، وبمشاركة وفود من الولايات المتحدة وقطر وتركيا والأطراف المعنية.

وأفاد مراسلون ميدانيون بأن إطلاق نارٍ كثيف وأصوات تكبير وتهليل ارتفعت في شوارع القطاع، تعبيرًا عن فرحة السكان بنهاية أطول وأعنف حربٍ شهدها الفلسطينيون منذ عام 1948، والتي استمرت أكثر من عامين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 169 ألفًا، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.

وجاءت التهدئة بعد جهودٍ دبلوماسيةٍ مكثفة في مدينة شرم الشيخ المصرية، أفضت إلى اتفاقٍ مرحلي يشكّل الخطوة الأولى في خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق سراح الأسرى والجثامين، وبدء دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وأكدت مصادر سياسية مصرية أن توقيع الاتفاق تم في أجواء إيجابية، وأن القاهرة حصلت على ضمانات أمريكية بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا من محور صلاح الدين، المعروف باسم محور فيلادلفيا، وعدم الإبقاء على أي وجودٍ عسكريٍّ دائم.

وفي الأثناء، أعربت الفصائل الفلسطينية عن تقديرها للجهود المصرية والعربية، معتبرةً الاتفاق انتصارًا لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته البطولية، فيما دعا ناشطون في غزة إلى تحويل لحظة الهدوء إلى فرصةٍ لإعادة الإعمار وبلسمة جراح المدنيين.

وتُعدّ هذه اللحظة، بحسب مراقبين، منعطفًا تاريخيًا قد يفتح الباب أمام مرحلةٍ جديدةٍ من الاستقرار النسبي في قطاع غزة، بعد سنواتٍ من الحصار والدمار، وسط آمالٍ بأن تكون التهدئة مقدمةً لسلامٍ دائمٍ وعادلٍ يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

شاركها.