في حادثة مثيرة تعكس تصاعد حرب المعلومات والهجمات الإلكترونية، تمكنت مجموعة من القراصنة من تنفيذ عملية احتيال واسعة استهدفت عدداً كبيراً من الممثلين في إسرائيل. تحت غطاء مشروع سينمائي مزعوم، وقع فنانون شباب في فخ رقمي خطير، أدى إلى تسريب بياناتهم الشخصية وصور وثائق رسمية.

تفاصيل عملية الاحتيال

القيادة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل أعلنت، أن مجموعة هاكرز تواصلت مع ممثلين بحجة المشاركة في اختبارات أداء لفيلم جديد لمخرج معروف. وطُلب من الضحايا إرسال مقاطع فيديو تجريبية، بالإضافة إلى معلومات حساسة، مثل صور بطاقات الهوية وجوازات السفر، وحتى عناوين منازلهم.

حجم الاختراق وتأثيراته

وبحسب البيان، وقع عشرات الممثلين واللاعبين في فخ هذه العملية المنظمة. الأخطر أن بعض هؤلاء الفنانين تلقوا لاحقاً رسائل تهديد، ما يطرح تساؤلات حول كيفية استغلال هذه البيانات في المستقبل. مصادر عبرية، بينها القناة الـ12، نسبت هذه العملية إلى جهات مرتبطة بإيران، في إطار صراع سيبراني متصاعد بين الطرفين.

حادثة لافتة مع وزير الدفاع

ولم تتوقف محاولات الاختراق عند حدود الممثلين، إذ أشارت التقارير إلى أن أحد القراصنة تمكن مؤخراً من التواصل مباشرة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر اتصال مرئي قصير. وتم نشر مقطع مصور من هذه المكالمة، في خطوة تهدف إلى إظهار قدرة الهاكرز على الوصول حتى إلى مستويات عليا في الدولة.

أبعاد أمنية واستراتيجية

وهذه الواقعة تكشف عن ثغرات كبيرة في الوعي الأمني لدى شخصيات عامة وفنانين، كما تؤكد تصاعد خطورة الحرب السيبرانية التي أصبحت ساحة موازية للمعارك العسكرية والسياسية. فاستهداف قطاع فني وثقافي في البداية قد يكون تمهيداً لضربات أوسع نطاقاً تستهدف مسؤولين ومؤسسات حساسة.

 

في الوقت الذي تتعامل فيه إسرائيل مع تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، يأتي هذا الاختراق ليضيف بُعداً جديداً للتحديات. ويبدو أن معركة الفضاء الإلكتروني لم تعد محصورة في المؤسسات الحكومية والعسكرية، بل طالت الأفراد من مختلف القطاعات. مما يطرح ضرورة تعزيز الوعي السيبراني وتكثيف التدابير الأمنية لحماية المجتمع من هجمات قد تكون أشد تأثيراً من أي هجوم تقليدي.

شاركها.