بعد توقف نزيف الدولار.. كيف تفاعلت عملات الأسواق الناشئة؟

تراجعت معظم عملات الأسواق الناشئة بعدما أوقف الدولار موجة خسائر استمرت أربعة أيام، وسط حالة من الحذر في الأسواق بسبب غياب البيانات الاقتصادية نتيجة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة. في المقابل، صعدت الأسهم بدعم من الزخم في قطاع التكنولوجيا.

مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الدول النامية أنهى تداولات الخميس على انخفاض طفيف دون 0.1%. وسجّلت عملات ذات عوائد مرتفعة مثل البيزو المكسيكي والراند الجنوب أفريقي والريال البرازيلي أسوأ أداء ضمن سلة من 23 عملة يتتبعها “بلومبرغ”.

الأسواق كانت قد حصلت في وقت سابق من الأسبوع على مؤشرات جزئية من سوق العمل الأميركي، أبرزها تقرير الوظائف الشاغرة وبيانات وظائف القطاع الخاص من “ADP”. إلا أن تأجيل صدور طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بسبب الإغلاق الحكومي، مع توقعات بتأجيل تقرير الوظائف غير الزراعية الجمعة، خلق فراغاً معلوماتياً أربك المستثمرين.

اقرأ أيضاً: الأسهم الآسيوية تواصل صعودها بدعم من موجة الذكاء الاصطناعي

تراجع شهية تحمل المخاطر

وقال نينغ سون، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في “ستيت ستريت غلوبال ماركتس”: “يبدو أن الأسواق غير مستعدة لتحمّل مخاطر إضافية في هذه المرحلة.. العامل الأكثر حساسية يبقى مرتبطاً بالبيانات الأميركية، خصوصاً كيفية التفاعل بين معدلات التضخم والنمو”.

في المقابل، سجلت أسهم الأسواق الناشئة أعلى مستوياتها منذ منتصف عام 2021، بدفع من موجة تفاؤل جديدة تغذيها استثمارات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بعد الصفقة الأخيرة التي قفزت بقيمة “OpenAI” إلى نصف تريليون دولار.

ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 1.1%، مدفوعاً بمكاسب أسهم التكنولوجيا، بما في ذلك “تايوان سيميكوندكتر” و”علي بابا”. ويأتي ذلك بعد أن أتمّت “OpenAI” صفقة بيع أسهم ثانوية بقيمة 6.6 مليار دولار لموظفين حاليين وسابقين، ما رفع تقييمها إلى 500 مليار دولار، مقابل 300 مليار سابقاً. الشركة أيضاً أبرمت اتفاقات مع شركات رقائق كورية جنوبية لدعم مشروعها الجديد “Stargate”، ما غذّى الحماسة حول الذكاء الاصطناعي عالمياً.

راجيف دي ميلو، مدير المحافظ العالمية لدى “غاما لإدارة الأصول”، أشار إلى أن “المستثمرين مفتونون بموضوع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.. وحملة التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي تدعم هذه القطاعات، ومع اقتراب نهاية العام بدأ المستثمرون المتحفظون بتعديل مراكزهم”.

عودة الاهتمام بالأسواق الناشئة

أما مارك بيندشايدلر، المتخصص في الأسهم الناشئة لدى “فونتوبل لإدارة الأصول”، فنبّه إلى أن الصين لا تزال في بداية دورة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، وأن اهتمام المستثمرين بالأسواق الناشئة بدأ يعود بعد سنوات من الغياب، لكنه حذر من أن الارتفاعات المدفوعة بالزخم قد تتعرض لانتكاسات حادة.

في أسواق الدين، باعت رومانيا سندات جديدة مقومة باليورو، في حين تخطط كينيا لإصدار “يوروبوند” لإعادة شراء سندات تستحق في 2028. أما في الأرجنتين، فقد ارتفعت السندات الدولارية في جلسة بعد الظهر عقب تقارير محلية أفادت بأن وزير الاقتصاد لويس كابوتو ورئيس البنك المركزي سانتياغو بوسيلي سيصلان إلى الولايات المتحدة الجمعة لمناقشة خط ائتمان تبادلي.

وفي مذكرة حديثة، أوصى محللو “سيتي غروب” بجني الأرباح من صعود الراند الجنوب أفريقي، مشيرين إلى أن أداء العملة جاء جيداً في ظل تحسن في العوامل المحلية، لكنهم فضّلوا الخروج التكتيكي عند هذه المستويات رغم تمسكهم بنظرة إيجابية على المدى المتوسط.