اختتم مؤخرا الموسم الرابع من البرنامج الوثائقي ” توقيت فوجيان”، الذي تم بثه على القناة الصينية العربية. وعلى مدى أكثر من 3100 دقيقة من مواسم هذا البرنامج، تم تقديم محتوى ثري حول السياحة والمأكولات والتراث غير المادي وثقافة طريق الحرير في مقاطعة فوجيان الصينية. لقد كانت المشاهد رائعة والإنتاج عالي الجودة، مما جعل المشاهدين يشعرون وكأنهم هناك داخل الأحداث، لذلك عبر الكثير منهم عن رغبتهم الشديدة لزيارة فوجيان ومشاهدة جمالها الخلاب بأم أعينهم.

 

تتبنى وسائل الإعلام الصينية في الوقت الحالي تقنية الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة، مما أطلق موجة من البرامج الذكية. يُعدّ مُقدّم الذكاء الاصطناعي الذي استعانت به القناة في الموسم الرابع من برنامج “توقيت فوجيان” مثالاً واضحاً على هذا التحوّل. حيث قام البرنامج برقمنة الشاب أمين، وهو مُقدّم برامج عراقي له شهرة واسعة في الصين. علما بأنه لا يُمكن تمييز مُقدّم الذكاء الاصطناعي عن الشخص الحقيقي، مما يُقلّل من تكاليف العمالة ويُوسّع آفاق الإبداع.

 

وبالتزامن مع ذلك تم إطلاق سلسلة من الفيديوهات القصيرة “نبض الجبال والبحار، توقيت فوجيان”، تحت عنوان “الجبال والأنهار لها أصوات، والطبيعة لها بركات”، وذلك لاستكشاف الكنوز التي تتميز بها جبال وأنهار فوجيان، وقصص السكان المحليين في هذه المنطقة.

 

تم بث برنامج “توقيت فوجيان” بشكل متواصل منذ خمس سنوات. ومن خلال ترددات القمر الصناعي للقناة الصينية العربية وصل هذا البرنامج إلى ما يقرب من 500 مليون شخص في 22 دولة عربية في غرب آسيا وشمال أفريقيا. كما تم بثه على القناة الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، ما جعله يصل إلى ما يقرب من 10 ملايين مشاهد إماراتي. علاوة على ذلك، وبفضل منصات التواصل الاجتماعي، وتنوع برامجه، وقنوات التوزيع الواسعة، والمحتوى المبتكر، أصبح البرنامج نافذة مهمة للعرب للتعرف عن قُرب على الصين وعلى مقاطعة فوجيان.

 

تتميز مقاطعة فوجيان الساحلية الصينية بثقافة فريدة تجمع بين الشاي والمنازل القديمة وآثار طريق الحرير البحري. ومن خلال الحوار بين الثقافات، نجح برنامج “توقيت فوجيان” في تعزيز مشاريع التعاون بين فوجيان والدول العربية في مجالات الثقافة والسياحة والاقتصاد والتجارة. على سبيل المثال، أدى حفل شاي طريق الحرير البحري، الذي استضافته مدينة تشيوانتشو ودبي بشكل مشترك، إلى توقيع اتفاقية تعاون سنوية بين شركات الشاي في المنطقتين. علاوة على ذلك، بنى هذا الحفل جسرًا من التواصل الشعبي، مما أتاح للقصص الصينية أن تتسلل إلى حياة الشعب العربي بطريقة أكثر حميمية وحيوية، محققًا بذلك قفزة نوعية من “التواصل” إلى “التأثير”.

 

 

شاركها.