- ترامب يطرح خطة من 21 بندًا: رهائن مقابل انسحاب تدريجي من غزة
- انسحابات جماعية من قاعة الأمم المتحدة تكشف عزلة إسرائيل الدولية
- عائلات الرهائن: نتنياهو يقصف أبناءنا ويستغل قضيتهم في الأمم المتحدة
هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الدول الغربية التي اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطين، متهمًا قادة تلك الدول بأنهم “خضعوا لضغوط الإعلام المنحاز، وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة، وحشود معادية للسامية” حسب تعبيره.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رفض نتنياهو الانتقادات المتزايدة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة منذ ما يقارب عامين، واعتبرها “حربًا سياسية وقانونية ضد إسرائيل”، مضيفًا: “أنتم تحاولون إرضاء طريقكم للخروج من الجهاد عبر التضحية بإسرائيل”.
عزلة إسرائيل الدولية
وجاءت تصريحاته بعد أيام من اعتراف فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ودول أوروبية أخرى بالدولة الفلسطينية، وهو ما وصفه نتنياهو بأنه “عار ومخزٍ”، معتبرًا أن تلك الخطوة تمنح “أعظم مكافأة للمتطرفين الذين نفذوا وساندوا هجوم السابع من أكتوبر”.
وألقى نتنياهو خطابه أمام قاعة شبه فارغة، حيث انسحبت وفود عديدة لحظة صعوده إلى المنصة، في إشارة إلى تزايد عزلة إسرائيل الدولية.
ومع ذلك، تمسّك بنبرة متحدية، مهاجمًا حماس وإيران والدول الغربية، بينما أثنى بشكل لافت على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً إنه “يفهم أكثر من أي زعيم آخر أن إسرائيل وأمريكا تواجهان تهديدًا مشتركًا”.
نتنياهو يهاجم إيران
وكعادته في خطابات الأمم المتحدة، استعان نتنياهو بوسائل بصرية، حيث رفع خريطة لإيران وحلفائها في المنطقة، متفاخرًا بالإنجازات العسكرية الإسرائيلية خلال العام الماضي، ومحذرًا من برنامج طهران النووي، داعيًا إلى إعادة فرض العقوبات عليها ومنعها من إعادة بناء قدراتها النووية أو مخزونها من اليورانيوم المخصب.
الرسالة الأبرز لـ خطاب نتنياهو
لكن الرسالة الأبرز لنتنياهو لم تكن في الأمم المتحدة، بل في غزة؛ حيث أمر الجيش الإسرائيلي ببث خطابه عبر مكبرات صوت داخل القطاع.
ووجه نداءً باللغتين العبرية والإنجليزية قال فيه: “أبطالنا الشجعان، هذا رئيس الوزراء نتنياهو يحدثكم مباشرة من الأمم المتحدة. لم ننسكم لحظة واحدة”، قبل أن يهدد حماس قائلاً: “إذا لم تطلقوا سراح الـ48 رهينة المتبقين، فستطاردكم إسرائيل”.
وزعم أيضًا أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قامت ببث الخطاب مباشرة إلى هواتف سكان غزة، غير أن سكانًا محليين أكدوا لشبكة CNN أنهم لم يتلقوا أي رسالة أو بث.
غضب عائلات الرهائن
خطاب نتنياهو أثار غضب عائلات الرهائن، إذ اتهمه المنتدى الممثل لهم بأنه يحاول “التخلي عن الأسرى وإعادة كتابة التاريخ”. وكتبت إيناف زانغاوكر، والدة الأسير ماتان، على منصة “إكس”: “بينما يُعذّب ابني في الأسر، يستخدمه نتنياهو في الأمم المتحدة. إنه يقصف طفلي ويستغل العائلات”. وتشير التقديرات إلى أن من بين الرهائن الباقين في غزة، نحو 20 فقط ما زالوا على قيد الحياة.
ورغم المناشدات الدولية المتكررة والضغوط لإنهاء الحرب، رفض نتنياهو الاعتذار أو التراجع، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل عملياتها “حتى القضاء على آخر بقايا حماس”.
نهاية الحرب قريبة جدًا
وقال: “العناصر الأخيرة من حماس تتحصن في مدينة غزة، وهم يتعهدون بتكرار فظائع السابع من أكتوبر مرارًا وتكرارًا مهما تقلّصت قوتهم. لذلك يجب على إسرائيل إنهاء المهمة بأسرع وقت ممكن”.
وفي الوقت الذي أصر فيه نتنياهو على مواصلة الحرب، برز تباين واضح مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي طرح خطة لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن “نهاية الحرب قريبة جدًا”.
خطة أمريكية من 21 بندا
وتتضمن الخطة الأمريكية المؤلفة من 21 بندًا، الإفراج عن جميع الرهائن خلال 48 ساعة من الاتفاق، مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة.
ووفقًا لمصدر مطلع، نُقلت الخطة إلى القادة العرب هذا الأسبوع، وقد يتم تعديلها لاحقًا، ومن المرجح أن تصل إلى حماس عبر الوسيط القطري.
ولم تحدد الخطة جدولًا زمنيًا لانسحاب القوات الإسرائيلية، لكنها نصّت على عدم شن أي هجمات إسرائيلية على قطر مستقبلًا، ومنعت التهجير القسري من غزة. كما أوضحت أنه لا دور مستقبليًا لحماس في حكم القطاع، بل سيتم تشكيل إدارة انتقالية تتكون من هيئة دولية ولجنة فلسطينية، من دون الإشارة إلى موعد لنقل السلطة إلى السلطة الفلسطينية، وهو خيار يرفضه نتنياهو مرارًا.
الخطة تضمنت كذلك دورًا للأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية، من دون ذكر “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل، كما لم تتطرق إلى دعم واشنطن لقيام دولة فلسطينية، مكتفية بالاعتراف بأن ذلك “تطلّع للشعب الفلسطيني”.
وبحسب المصدر، أبدى الزعماء العرب دعمًا عامًا للخطة رغم تحفظاتهم عليها، مؤكدين رغبتهم في إنهاء الصراع بأسرع وقت ممكن. أما ترامب فأكد للصحفيين الجمعة: “أعتقد أننا قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة”، ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو الاثنين المقبل.