تعد محطة الضبعة النووية واحدة من أضخم المشروعات القومية التي تشهدها مصر في العصر الحديث، وركيزة رئيسية في استراتيجية الدولة لتنويع مصادر الطاقة، وتعزيز قدرات الإنتاج الكهربائي من مصادر آمنة ومستدامة.

ويقع المشروع في منطقة الضبعة بمحافظة مطروح، ويُنفذ بالتعاون مع شركة “روس آتوم” الروسية، حيث يشمل بناء أربع وحدات نووية بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، باستخدام أحدث تكنولوجيا المفاعلات النووية من الجيل الثالث+ (VVER-1200).

لا يُنظر إلى محطة الضبعة كمجرد مشروع طاقة فقط، بل كاستثمار طويل الأمد في التكنولوجيا، وبناء الكوادر الوطنية، وتعزيز المكانة الإقليمية لمصر في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

عصمت: نقل وعاء ضغط المفاعل حدث تاريخي يعكس قوة الشراكة المصرية الروسية

وفي تصريحات لقناة “إكسترا نيوز”، أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الأسبوع الذري العالمي في موسكو شهد حدثًا تاريخيًا بنقل وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى إلى موقع محطة الضبعة، في إنجاز يجسّد قوة الشراكة مع روسيا ويدل على التقدم الكبير الذي يشهده المشروع.

وأضاف الوزير:”ما تحقق يعكس الشراكة القوية بين مصر وروسيا في مجال الطاقة النووية، ويجسد الاهتمام الرئاسي بدعم هذا المشروع الاستراتيجي، الذي يضع مصر على خريطة الدول المالكة لأحدث المفاعلات النووية.”

وأشار إلى أن المنتدى ناقش عددًا من القضايا المهمة مثل مستقبل الطاقة النووية، والتمويل، والأمان في المفاعلات الحديثة، مؤكدًا أن مشاركة مصر تعكس رؤية الدولة في امتلاك أحدث تقنيات إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة وآمنة.

أكبر حجم إنشاءات نووية في العالم حاليًا

وأكد الدكتور محمود عصمت أن مشروع محطة الضبعة يسير وفق الجدول الزمني المحدد مع الشريك الروسي، لافتًا إلى أن ما يتم تنفيذه يُعد:”أكبر حجم إنشاءات نووية يجري حاليًا على مستوى العالم، مع بناء أربع وحدات متطابقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها في وقت واحد.”

وأضاف أن المشروع يشهد مشاركة مصرية واسعة، حيث يضم أكثر من 27 ألف مهندس وفني وعامل مصري، إلى جانب الخبراء الروس، ويُعد أحد أعمدة أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية.

تأهيل الكوادر المصرية… استثمار في المستقبل

وكشف الوزير أن هناك أكثر من 1700 شاب مصري يتلقون تدريبات عملية ونظرية في روسيا داخل محطات مماثلة، لإعدادهم لتشغيل المحطة عند اكتمالها، مشيرًا إلى أن:”برامج التدريب تتم مراجعتها بشكل دوري، ويتم تطويرها وفقًا للاحتياجات الفعلية للمشروع.”

وأوضح أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع وزارة التعليم العالي لتوسيع البرامج الأكاديمية المتعلقة بالطاقة النووية في الجامعات المصرية.

محطة الضبعة… أكثر من مجرد محطة كهرباء

اختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن المشروع يتجاوز فكرة توليد الكهرباء، حيث يمثل إضافة استراتيجية للبنية التحتية للطاقة،إضافة إلى أنه مركزًا مستقبليًا للبحث العلمي والتقنيات النووية،ومنصة وطنية لإعداد أجيال مؤهلة في هذا المجال الحيوي

وتابع:مشروع الضبعة هو أحد الأعمدة الأساسية لاستراتيجية أمن الطاقة المصرية، ويحظى بدعم كامل من القيادة السياسية، التي تدرك أهمية المستقبل النووي في التنمية الاقتصادية.”

شاركها.