ترأس نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم الأربعاء، أعمال الدورة التاسعة والأربعين للاجتماع الوزاري لمجموعة الـ77 والصين، المنعقدة في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي كلمته، أكد حسين، بحضور رئيسة الجمعية العامة، أنالنا بيربوك، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، وبمشاركة واسعة من وزراء وممثلي الدول الأعضاء، التزام العراق بمواصلة نهج العمل الجماعي والوحدة والتنسيق الذي ميز المجموعة على مدى أكثر من ستة عقود، معربًا عن اعتزازه بالثقة التي أولتها الدول الأعضاء لبغداد في قيادة أعمال المجموعة خلال مرحلة وصفها بالمفصلية في تاريخ النظام الدولي.

ووفق بيان وزارة الخارجية العراقية، تطرق الوزير إلى أبرز القضايا والتحديات العالمية، وعلى رأسها التغير المناخي، الأزمات الاقتصادية والمالية، اتساع فجوة العدالة الاجتماعية، والتحديات الصحية العابرة للحدود، مشددًا على أن هذه الملفات لا يمكن التعامل معها إلا عبر التضامن والعمل الجماعي، مؤكداً أن صوت الجنوب العالمي بات أكثر إلحاحًا وحضورًا على الساحة الدولية.

كما أعرب فؤاد حسين عن دعم العراق للرئيس المقبل لمجموعة الـ77 والصين من منطقة “GRULAC”، مؤكداً ثقته في أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز الجهود المشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ مبادئ العدالة الدولية، وتعميق التعاون بين بلدان الجنوب كخيار استراتيجي لتعزيز الاكتفاء الذاتي.

وأشار الوزير إلى أن التمسك بالتعددية يعد السبيل الأمثل لتحقيق التنمية والسلام، مؤكداً أن الجنوب العالمي يجب أن يكون شريكًا فاعلاً في صياغة نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافاً، يعكس تطلعات شعوبه في التنمية والكرامة.

من جانبها، أشادت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالنا بيربوك، بالدور الحيوي للمجموعة، لافتة إلى أن عضويتها التي تضم 135 دولة تمثل أكبر كتلة تفاوضية في المنظمة الدولية وتشكل نصف سكان العالم، مؤكدة أن المجموعة تمثل الصوت الحقيقي للدول النامية في سعيها نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

وأكد مراقبون أن رئاسة العراق للمجموعة في هذا التوقيت تحمل بعداً استراتيجياً، إذ تتيح لبغداد تعزيز حضورها الدولي كلاعب دبلوماسي قادر على بناء الجسور بين الشمال والجنوب، مستفيدة من موقعها الجغرافي والسياسي في قلب المنطقة. كما اعتبروا أن نجاح العراق في إدارة هذا الدور يعزز صورته كدولة داعمة للتعددية ومنخرطة بفاعلية في معالجة الأزمات العالمية.

كما يرى محللون أن خطاب فؤاد حسين عكس إدراكاً عميقاً للتحديات التي تواجه الدول النامية، خصوصاً مع تصاعد تأثير الأزمات المناخية والاقتصادية. ويؤكد ذلك حاجة الجنوب العالمي إلى مقاربة أكثر شمولية تعيد صياغة قواعد التعاون الدولي بما يضمن العدالة والمساواة في توزيع الموارد والفرص، وهو ما سعت كلمة العراق إلى ترسيخه بوضوح.

شاركها.