اتفاق أمريكي-صيني حول “تيك توك”: خطوة نحو الامتثال القانوني

أعلنت الولايات المتحدة والصين عن التوصل إلى اتفاق مبدئي يتيح للكيان الأمريكي الجديد لتطبيق “تيك توك” استئجار خوارزمية التطبيق من الشركة الصينية المالكة “بايت دانس”. يأتي هذا الاتفاق في إطار الجهود المبذولة للامتثال لقانون أمريكي صدر عام 2024، والذي يطالب بأن تكون “تيك توك” تحت سيطرة أمريكية أو تواجه الحظر.

تفاصيل الاتفاق وتأثيره على العمليات الدولية

يتضمن الاتفاق إنشاء نسخة منفصلة من خوارزمية “تيك توك”، والتي سيتم استئجارها لمشروع مشترك جديد يقوده مستثمرون أمريكيون، بما في ذلك شركات مثل “أندريسن هورويتز”، و”سيلفر ليك”، و”أوراكل”. ستتولى شركة “أوراكل” مسؤولية إعادة تدريب الخوارزمية وضمان حماية بيانات المستخدمين الأمريكيين. هذا الإجراء يتيح استمرار تشغيل التطبيق عالميًا دون الحاجة إلى إعادة تنزيله من قبل المستخدمين في الولايات المتحدة.

موافقة الصين وتحديات الكونغرس

أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الحكومة الصينية وافقت على هذه الشروط خلال اجتماع ثنائي عُقد الأسبوع الماضي في مدريد. ومع ذلك، قد يواجه الاتفاق انتقادات داخل الكونغرس الأمريكي، حيث يحظر القانون التعاون في تشغيل خوارزميات توصية المحتوى، مما قد يؤدي إلى جدل حول تفسير هذا المصطلح.

من الجدير بالذكر أن بعض المستثمرين الحاليين في “بايت دانس” لم يتم إطلاعهم على تفاصيل الصفقة بالكامل. كما أن الحكومة الأمريكية لن تحصل على مقعد في مجلس إدارة الكيان الجديد أو حصة ملكية، رغم مناقشة هذه الخيارات سابقًا. سيتألف مجلس الإدارة من مستثمرين جدد وممثلين عن مستثمري “بايت دانس” الحاليين وممثل واحد من الشركة الصينية.

تحليل دبلوماسي واستراتيجي

يمثل هذا الاتفاق خطوة دبلوماسية مهمة بين الولايات المتحدة والصين، حيث يعكس رغبة كلا البلدين في الحفاظ على علاقات اقتصادية مستقرة مع مراعاة القوانين الوطنية لكل منهما. إن موافقة الصين على شروط الاتفاق تعكس مرونة استراتيجية تهدف إلى تجنب تصعيد النزاعات التجارية والتكنولوجية مع الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، يعكس القرار الأمريكي بالسماح باستئجار الخوارزمية بدلاً من بيعها بالكامل حرص واشنطن على حماية البيانات الوطنية دون التضحية بالعلاقات الاقتصادية المهمة مع بكين. كما يُظهر استعداد الإدارة الأمريكية للتفاوض والتوصل إلى حلول وسطى تحقق الأهداف القانونية والأمنية دون اللجوء إلى إجراءات متطرفة قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.

خاتمة: مستقبل العلاقات التقنية بين القوى الكبرى

في ظل التطورات الحالية، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذا الاتفاق على مستقبل العلاقات التقنية بين القوى الكبرى مفتوحًا للنقاش. هل سيكون نموذجًا لحلول وسطى مستقبلية أم مجرد استثناء؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات بينما تواصل الدولتان البحث عن توازن بين المنافسة والتعاون التقني والاقتصادي.

شاركها.