استقر سعر الذهب عند مستويات أدنى من قمته التاريخية، بعدما تراجع في الجلسة السابقة إثر إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، وهو القرار الذي كان متوقعاً على نطاق واسع.
خفض البنك المركزي الأميركي يوم الأربعاء سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية، وأشار إلى احتمال إجراء خفضين إضافيين هذا العام. وسجل الذهب قفزة وجيزة إلى ذروة جديدة عند 3,707.57 دولارات للأونصة عقب القرار، إذ إن المعدلات المنخفضة عادة ما تعزز جاذبية المعدن الثمين، كونه أصلاً لا يدرّ عائداً.
رغم ذلك، أنهى الذهب الجلسة منخفضاً بنسبة 0.8%، بعدما فسر المتعاملون نبرة الفيدرالي بشأن قرارات السياسة النقدية المستقبلية على أنها أقل ميلاً للتيسير مما كان متوقعاً.
وقال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن ضغوط التضخم الناتجة عن الرسوم الجمركية تمثل مصدر قلق، مضيفاً أن البنك في وضع “اجتماع تلو الآخر” عندما يتعلق الأمر بأي تحرك إضافي على صعيد الفائدة. هذا التصريح دفع عوائد سندات الخزانة إلى التراجع على طول المنحنى، فيما ارتفع مؤشر الدولار، ما أثر سلباً على الذهب.
اقرأ أيضاً: أبرز الاستنتاجات من قرار الفيدرالي الأميركي خفض الفائدة
وصعد الذهب بنحو 40% منذ بداية العام، متفوقاً على معظم الأصول الأخرى مثل مؤشر “إس آند بي 500″، ومتجاوزاً رقماً قياسياً معدلاً وفق التضخم كان قد سجل عام 1980. وأسهمت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتجاري، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية وتدفقات صناديق المؤشرات، في دعم هذه المكاسب.
ويأتي قرار الفائدة في لحظة غير مسبوقة للبنك المركزي الأميركي. فالحاكمة ليزا كوك تخوض معركة قضائية مع الرئيس دونالد ترمب، الذي يحاول عزلها بدعوى التورط في قضية احتيال عقاري. كما عُيِّن المستشار الاقتصادي في الإدارة الأميركية ستيفن ميران بشكل سريع لشغل منصب مؤقت في المجلس، وكان الوحيد الذي صوّت ضد القرار، مفضلاً خفضاً أعمق بمقدار نصف نقطة مئوية.
ويرى مراقبون أن التدخل السياسي في استقلالية الفيدرالي قد يدعم ارتفاع الذهب. وتوقع “غولدمان ساكس” أن ترتفع الأسعار إلى نحو 5,000 دولار للأونصة إذا تحوّل 1% فقط من حيازة الأفراد لسندات الخزانة إلى الذهب. بدوره، رفع “دويتشه بنك” توقعاته إلى 4,000 دولار للأونصة في العام المقبل.
وبحلول الساعة 8:50 صباحاً بتوقيت سنغافورة، لم يطرأ تغير يُذكر على الذهب الذي سجل 3,661.99 دولارات للأونصة، فيما ارتفع مؤشر بلومبرغ لقياس أداء الدولار بنسبة 0.1%. كما سجلت الفضة والبلاتين والبلاديوم مكاسب متباينة.