ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن القادة العرب سيجتمعون اليوم الإثنين في العاصمة القطرية “الدوحة” لبحث سبل كبح جماح الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، خاصة في ضوء استمرار عدوانها في قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته في عدد اليوم، أن قطر استعدت لاستضافة القمة العربية الطارئة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة، وبحث تداعيات الضربة التي شنتها إسرائيل ضد قيادات تابعة لحركة حماس في الدوحة الأسبوع الماضي، حيث تزامنت هذه الضربة في الوقت الذي تلعب فيه قطر دور الوسيط الرئيسي في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب، وهو أمر أصرت الدوحة على استمراره حتى بعد الهجوم.

كان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أكد في اجتماع عقده أمس الأحد، أن “الوقت حان للمجتمع الدولي حتى يتوقف عن تطبيق معايير مزدوجة ومعاقبة إسرائيل على جميع الجرائم التي ارتكبتها”.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح – حسبما أبرزت الصحيفة الأمريكية – ما الذي ستتمكن القمة من تحقيقه، نظرًا لأن بعض الدول لديها بالفعل اتفاقيات اعتراف دبلوماسي مع إسرائيل وقد تكون مترددة في قطع العلاقات.

وتعليقًا على الحدث، ذكر مركز تحليل “صوفان” للدراسات حول الأمن في العالم ومقره نيويورك: “بالنظر إلى التوترات العميقة بين دول الخليج والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى، فإن عقد القمة في أقل من أسبوع، خاصة بالنظر إلى حجمها، يعد إنجازًا ملحوظًا يؤكد الشعور المشترك بالإلحاح في المنطقة”.

واعتبر أن السؤال الأبرز حاليًا هو ما إذا كانت القمة ستُشير إلى تحول نحو إجراءات أكثر تأثيرا ضد إسرائيل، بما في ذلك تخفيضات في المستوى الدبلوماسي وإجراءات اقتصادية مُحددة وقيود على المجال الجوي والوصول.

من جانبه، أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قبيل مغادرته طهران للمشاركة في قمة الدوحة، إلى اتساع نطاق الدول التي هاجمتها إسرائيل منذ أحداث 7 أكتوبر، وقال “هذا النظام هاجم العديد من الدول الإسلامية، بما في ذلك قطر ولبنان والعراق وإيران واليمن، يفعل ما يشاء، وللأسف، تدعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية هذه الإجراءات أيضًا”.

وفي تقريرها، أوضحت “واشنطن بوست” أن قطر لعبت دورًا محوريًا في محادثات الحرب بين إسرائيل وحماس، وهي الدولة الغنية بالطاقة في شبه الجزيرة العربية والتي استضافت كأس العالم 2022، طالما لعبت دورًا وسيطًا في النزاعات، كما أنها استضافت لسنوات القيادة السياسية لحماس بناءً على طلب الولايات المتحدة، مما وفر لإسرائيل قناة للتفاوض مع الحركة المسلحة التي سيطرت على غزة لسنوات.

شاركها.