رأت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية أن بكين وواشنطن عازمتان على الحفاظ على علاقة ثنائية مستقرة وقابلة للسيطرة من خلال قنوات متعددة، منها الحوارات رفيعة المستوى، والمضي قدما في اتجاه بناء بتوجيه استراتيجي من رئيسي الدولتين.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحية نشرتها، اليوم الجمعة، إلى محادثات وزير الدفاع الصيني دونج جون عبر الفيديو مع نظيره الأمريكي بيت هيجسيث يوم الثلاثاء، والاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الصيني وانج يي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو يوم الأربعاء، موضحة أن المكالمتين، اللتين تفصل بينهما ساعات فقط، حظيتا باهتمام عالمي واسع النطاق.
وذكرت الصحيفة الصينية أن هاتين المكالمتين تظهران بوضوح أن الصين والولايات المتحدة يجب أن تحافظا على التواصل، بل ويمكنهما ذلك.
وقال وزيرا الخارجية الصيني والأمريكي “إن المكالمة جاءت في الوقت المناسب، وكانت ضرورية ومثمرة”، وشددا على ضرورة تعزيز الدور القيادي الاستراتيجي لدبلوماسية رئيسي الدولتين في العلاقات الصينية الأمريكية.
فيما مثلت محادثات وزيري الدفاع أول تبادل عسكري رفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما سلّط الضوء على الحاجة المشتركة للجانبين للحفاظ على التواصل وتجنب سوء التقدير في مجال الأمن العسكري، وخلال المحادثة أعادت الصين التأكيد على حدودها الصارمة والواضحة للولايات المتحدة، وهي ضرورة احترام المصالح الجوهرية للصين ووقف الاستفزاز والتحريض بشأن قضية تايوان وقضية بحر الصين الجنوبي، وأوضح هيجسيث أيضا خلال المكالمة أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع الصين.
وأظهرت المكالمتان للعالم التطلع المشترك لكلا الجانبين إلى تطوير علاقة سليمة ومستقرة، بما يتماشى مع التوافق المهم بين رئيسي الدولتين.
وتعد المحادثات الأخيرة بين وزراء الخارجية والدفاع الصينيين والأمريكيين علامة جديدة على استمرار تحسن العلاقات الصينية الأمريكية هذا العام، فقبل ذلك كانت المرحلة الأولى من المشاورات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة تسير على الطريق الصحيح، مما ضخ تفاؤلا إيجابيا ومؤكدا في الاقتصاد العالمي والأسواق الدولية.
والآن، وسعت الصين والولايات المتحدة نطاق حوارهما رفيع المستوى ليشمل المجالين الدبلوماسي والأمني، مما يلقي الضوء على التزام الجانبين الجاد بتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، ويعزز الاستقرار والقدرة على التنبؤ في العلاقات الثنائية، ففي ظل الاضطرابات العالمية والتوترات الإقليمية المتكررة، فإن زيادة وتيرة الاتصالات رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة لا تقلل بشكل كبير من خطر سوء الفهم وسوء التقدير فحسب، بل تهيئ أيضا الظروف لمواجهة التحديات العالمية مثل الأمن العام العالمي واستقرار سلاسل التوريد.
وأول أمس الأربعاء، أصدرت غرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي تقريرها حول أعمال الصين لعام 2025، الذي أظهر أن ما يقرب من نصف الشركات الأمريكية التي شملها الاستطلاع حثت الإدارة الأمريكية على الإلغاء الكامل “لجميع التعريفات الجمركية” المفروضة على السلع الصينية، وأن هدف استخدام سياسات التعريفات الجمركية لتعزيز “إعادة” التصنيع إلى الولايات المتحدة يبدو بلا جدوى على الأرجح.
وترى صحيفة “جلوبال تايمز” أن الدعوات المستمرة من المجتمع الأمريكي للتواصل مع الصين تثبت مرارا للسياسيين في واشنطن حقيقة موضوعية هي أنه لا يمكن للولايات المتحدة الاستغناء عن الصين، كما أن الصين بحاجة إليها أيضا.
حاليا، تمر العلاقات الصينية الأمريكية بمرحلة حاسمة من التقدم تحت الضغط، إذ ينبغي على الولايات المتحدة التخلي عن التفكير الصفري، وإنهاء سياسة الاحتواء تجاه الصين، واتخاذ إجراءات ملموسة للاستجابة لرغبة الصين في التعاون.
ومن المتوقع من الولايات المتحدة أن تعمل مع الصين على تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، وإظهار رؤية واسعة وتحمل مسؤوليات كبيرة، والحفاظ على المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، والتركيز على السلام والتنمية، وتحقيق المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم، وتقديم مساهمات جديدة للسلام والازدهار للبشرية.
وشددت الصحيفة الصينية على أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب حقا في تعزيز علاقات ثنائية سليمة ومستقرة، فعليها الاستماع باهتمام إلى صوت الصين وتغيير مسارها حقا.