• يعد العلاج بالموسيقى خيارًا علاجيًا قد يساعد في إدارة العديد من الحالات، وخاصة أشكال مختلفة من الأمراض العقلية.
  • يهتم الخبراء بفهم المزيد حول سبب كون العلاج بالموسيقى مفيدًا في علاج حالات معينة.
  • توصلت إحدى الدراسات إلى أن فعالية العلاج بالموسيقى في علاج الاكتئاب مرتبطة باستمتاع الناس بالموسيقى.
  • كما تمكن الباحثون من تحديد نشاط دماغي مميز لدى المشاركين الذين عانوا من تحسن الأعراض الاكتئابية ووجدوا أن تغيير معرفة المشاركين بالموسيقى يمكن أن يحسن من استمتاعهم بها.

يعد استخدام الموسيقى للمساعدة في علاج الأمراض العقلية أحد مجالات البحث في الأمراض العقلية. يهتم الخبراء بفهم العلاج بالموسيقى وكيفية تحقيق أفضل النتائج من استخدامه.

أ يذاكر نُشرت في تقارير الخلية لقد نظرنا إلى بعض الآليات الأساسية التي تشارك في فعالية العلاج بالموسيقى كعلاج للاكتئاب.

توصل الباحثون إلى أن المتعة الذاتية كانت عاملاً رئيسياً في رؤية استجابة فعالة لدى المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج.

وتسلط النتائج الضوء بشكل أكبر على الأسباب الكامنة وراء فائدة العلاج بالموسيقى والخطوات التي يمكن أن تعزز فعاليته.

شمل هذا البحث 23 مشاركًا يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج. الاكتئاب المقاوم للعلاج الاكتئاب هو حالة من الاكتئاب لا تستجيب للعلاجات الأولية التقليدية. وكان جميع المشاركين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والستين. وأراد الباحثون فهم المزيد عن كيفية استجابة الدماغ للموسيقى لدى هؤلاء المشاركين.

وقد نظر الباحثون إلى تأثير الموسيقى على منطقتين رئيسيتين في الدماغ: النواة القاعدية للخط الطرفي (BNST) والنواة المتكئة (NAc). وتشير الدراسة إلى أن كلتا المنطقتين مرتبطتان بدائرة المكافأة والعواطف في الدماغ. كما أوضحوا أن القشرة السمعية في الدماغ تستقبل الموسيقى ثم تنشط دائرة المكافأة في الدماغ لخلق استجابة عاطفية.

تم زرع أقطاب كهربائية في دائرة BNST-NAc لجميع المشاركين. استخدم الباحثون هذه الأقطاب في جمع البيانات، بالإضافة إلى تخطيط كهربية الدماغ الصدغي لفروة الرأس (EEG)، لجمع المعلومات حول نشاط الدماغ. وبالتالي، تمكنوا من جمع البيانات حول مناطق مختلفة من نشاط الدماغ: المناطق القشرية وتحت القشرية.

قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين بناءً على مدى معرفتهم بالموسيقى الكلاسيكية المعنية. في المجموعة المألوفة، استمع المشاركون إلى قائمة تشغيل بانتظام لمدة أسبوعين وقاموا بتقييم تفضيلاتهم لقطع معينة.

ولاحظ المشاركون الذين تمكنوا من الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديهم تحسناً أكبر في أعراض الاكتئاب، وهو ما يشير إلى أن التأثيرات المضادة للاكتئاب للموسيقى مرتبطة بالاستمتاع الفردي. وبالإضافة إلى ذلك، شهد المشاركون الذين لم يكونوا على دراية بالموسيقى ولكنهم استمتعوا بها تحسناً ملحوظاً في الأعراض مقارنة بأولئك الذين لم يستمتعوا بالموسيقى غير المألوفة.

وأشار تحليل إضافي لجميع المجموعات أيضًا إلى أن المستويات الأعلى من الاستمتاع بالموسيقى تؤدي إلى مزامنة أعلى بين قراءات تخطيط كهربية الدماغ والموسيقى، وأن الاستمتاع بالموسيقى الأعلى يؤدي إلى نشاط أكبر داخل دائرة المكافأة المرصودة.

وأشارت النتائج أيضًا إلى أن استجابة دوائر المكافأة بين المجموعة التي تتمتع بمستوى عالٍ من الاستمتاع تأثرت بنشاط القشرة السمعية.

ووجد الباحثون أن إضافة الأصوات منخفضة التردد إلى المشاركين الذين كانت لديهم تجربة استمتاع موسيقية أقل، أدى إلى زيادة الاستمتاع وساعد في تقليل أعراض الاكتئاب.

وبناء على كافة النتائج، لاحظ الباحثون أن الألفة قد تعزز الاستجابة الناجمة عن الاستمتاع بالموسيقى.

علق نوح كاس، DSW، LCSW، المعالج النفسي، الذي لم يشارك في الدراسة، على نتائج الدراسة قائلاً: الأخبار الطبية اليوم:

“إن النتائج تؤكد على الحاجة إلى تصميم اختيارات الموسيقى بما يتناسب مع التفضيلات الفردية للمرضى إذا كنا نريد أن نرى أكبر قدر من الانخفاض في أعراض الاكتئاب. إن العلاج بالموسيقى، مثل العديد من أشكال العلاج الأخرى، يكون أكثر فعالية عندما يستند إلى تقييم شامل لما يحفز المريض على تحقيق الراحة والتغيير المستمر.”

“تؤكد الدراسة على أهمية وجود ارتباط عاطفي قوي بين المريض والموسيقى المستخدمة في العلاج. وتشير إلى أن الاستمتاع بالموسيقى هو العامل الرئيسي في فعالية العلاجات الموسيقية في علاج أعراض الاكتئاب.”
— نوح كاس، DSW، LCSW

ولكن هذا البحث له بعض القيود. أولاً، لم يشمل سوى عدد قليل من المشاركين. وبالتالي، يمكن للأبحاث المستقبلية أن تعمل على تكرار النتائج في مجموعات أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، ركز هذا البحث على نوع محدد من الاكتئاب، لذا يجب توخي الحذر عند تعميم النتائج على أنواع أخرى من الاكتئاب أو غيرها من الأمراض العقلية. لم تشمل الدراسة سوى المشاركين الآسيويين، لذا قد يكون للبحوث المستقبلية تنوع أكبر بين المشاركين. كما لم يقم الباحثون بتحليل مكونات مثل الجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي لدى المشاركين.

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن العوامل البيئية ودقة البيانات وحجم العينة الصغير قد تؤثر على النتائج، وبالتالي فإن التغيرات التذبذبية التي تم رصدها قد تكون فردية. كما أقروا بأنهم كانوا مقيدون بدقة الأدوات التي استخدموها وأن استخدام تقنيات التسجيل ذات الدقة العالية قد يكون مفيدًا.

كما لاحظ سكوت هورويتز، المستشار المهني المرخص والمعالج الموسيقي المعتمد، والذي لم يشارك في الدراسة، القيود التالية للبيانات:

“كما هو الحال مع أي بحث، هناك بالتأكيد بعض القيود التي تعترض هذه الدراسة، وقد حدد المؤلف العديد منها. ومع ذلك، هناك عامل واحد لم يتم ذكره إلا بإيجاز ويمكن استكشافه بشكل أكبر أو مناقشته بشكل أكثر صراحةً، وهو العوامل الثقافية المتعلقة بالاستماع إلى الموسيقى وتفضيلات الموسيقى.”

وأضاف قائلاً: “نظرًا لأن هذه الدراسة أجريت في الصين ويبدو أنها شملت مشاركين من أصل آسيوي فقط، فقد تكون هناك بعض العناصر الثقافية التي قد تؤثر أو تحد ببساطة من عالمية النتائج. لذا، فإن إجراء دراسة دولية أوسع نطاقًا بتصميم مماثل سيكون مفيدًا”.

يفتح هذا البحث الباب أمام اكتشاف التطبيقات الأكثر فعالية للعلاج بالموسيقى حتى يتمكن المزيد من الناس من تجربة الفوائد. كما يسلط الضوء على كيفية استخدام العلاج بالموسيقى بشكل أكبر لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج.

“توفر الدراسة فهمًا أعمق لكيفية تفاعل الموسيقى مع هياكل الدماغ ذات الصلة بالمعالجة العاطفية. وإذا تمكنا من مواصلة تعميق فهمنا لكيفية ومدى تأثير الموسيقى على وظائف المخ، فقد نتمكن من تطوير علاجات أكثر فعالية لعلاج حالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب، وغيرها.”
— نوح كاس، DSW، LCSW

وأشار هورويتز أيضًا إلى المجالات التالية لمواصلة البحث فيها:

“إن أحد أهم العناصر التي تفتقر إليها هذه الدراسة فيما يتعلق بالتطبيقات السريرية والتي يمكن استكشافها بشكل أكبر هي السياقات الموسعة لتجربة الاستماع مثل الاستماع بمفردك أو مع الآخرين. ونظرًا لأن عملية العلاج تعتمد على ديناميكيات العلاقات، فإن تأثير تجربة الموسيقى مع المعالج الحاضر والداعم و/أو في شكل جماعي يمكن أن يفيد بشكل أفضل في الآثار السريرية. وهناك عامل آخر وهو استخدام الموسيقى الحية مقابل الموسيقى المسجلة. ركزت هذه الدراسة على استخدام الموسيقى المسجلة والتي لا يمكن تعديلها استجابةً للمريض.”

وأضاف أن “دمج أساليب العلاج بالموسيقى قد يعزز التطبيقات السريرية لنتائج هذه الدراسة. كما أن تصميم هذه الدراسة والنتائج اللاحقة لها يضع الأساس لأبحاث مستقبلية إضافية لاستكشاف التأثيرات على الحالات العقلية الأخرى، مثل القلق”.

شاركها.