تناولت صحف عالمية تداعيات الهجوم الذي نفذه فلسطينيان في القدس، معتبرة أن العملية لا يمكن عزلها عما يجري في قطاع غزة، وأنها تعكس واقعا جديدا في الضفة الغربية حيث يترسخ شعور بأن المواجهة المسلحة باتت الخيار الحتمي أمام الفلسطينيين.

وقُتل 6 إسرائيليين وأصيب 15 آخرون في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان من الضفة الغربية أمس الاثنين داخل محطة حافلات مركزية عند مفترق راموت بمدينة القدس المحتلة.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

ورأت صحيفة لو تومب السويسرية أن هجوم القدس الأخير يعكس عمق الترابط بين ما يحدث في القطاع وبين تصاعد العنف في الضفة الغربية، ووفق المقال، فإن المشهد الفلسطيني يشكل وحدة متكاملة، وهو ما يظهر بجلاء في العمليات المتنقلة بين الجبهتين.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحاته التي أعقبت الهجوم، لم يميز بين الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة، بل وضعهم جميعا في خانة واحدة، بما يعكس مقاربة تقوم على العقاب الجماعي والتوحيد في المعاملة.

من جانبها، أوضحت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية أن العملية تسلط الضوء على قناعة متزايدة لدى قطاعات واسعة من فلسطينيي الضفة الغربية، مفادها أن المواجهة المسلحة لم تعد خيارا مؤجلا بل باتت حتمية، وترى الصحيفة أن هذا المزاج السياسي يعكس عمقا في التحول الشعبي.

وأضافت أن هذه القناعة تتغذى من عوامل عدة متشابكة، في مقدمتها التوغلات العسكرية الإسرائيلية المستمرة داخل مدن الضفة وتصاعد عنف المستوطنين، كما أن تسارع خطوات ضم الأراضي وتراجع مكانة السلطة الفلسطينية يسهمان في ترسيخ هذا التوجه.

إنذار أخير

أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد ربطت المشهد بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة، والتي اعتبرتها الصحيفة بمثابة إنذار أخير لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل أن تتوغل القوات الإسرائيلية في قلب مدينة غزة.

ووفق التقرير، فإن كلمات ترامب حملت إشارة إلى أن أمام الحركة عرضا أخيرا، ورفضه سيمنح تل أبيب وواشنطن ذريعة القول إنهما استنفدتا كل الجهود لإنهاء الحرب، بينما تصر حماس على إفشال المساعي الدبلوماسية.

وفي صحيفة الغارديان البريطانية، كتب ميرون رابوبورت أن تعامل إسرائيل مع مقتل الصحفيين يشهد تحولا لافتا، حيث لم تعد السلطات الإسرائيلية تحرص حتى على إنكار مسؤوليتها، بل تكاد تبدي لامبالاة تجاه سقوط الضحايا من الإعلاميين.

وذكّر الكاتب بحادثة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة عام 2022، حين حاولت إسرائيل إقناع العالم أن ما جرى كان خطأ عرضيا، مؤكدة آنذاك أنها تحترم العمل الصحفي. أما اليوم، فلم يعد هذا الخطاب ضروريا بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

واعتبر رابوبورت أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي لطالما رُوج لصورتها كـ”الأكثر أخلاقية” عالميا، لم تعد تبالي بسمعتها، بل على العكس باتت تتباهى علنا باستهدافها الصحفيين في غزة، في مشهد يعكس تحولا عميقا في ذهنية المؤسسة الأمنية.

شاركها.