26/8/2025–|آخر تحديث: 14:35 (توقيت مكة)
استبقت إيران اجتماع جنيف اليوم الثلاثاء بين مسؤولين أوروبيين وإيرانيين بالتأكيد أنها تفاوض “بكامل قواها” لتجنب إعادة فرض العقوبات الدولية عليها في مجلس الأمن، وهو ما تلوّح به القوى الأوروبية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي اليوم إن “تركيزنا منصبّ على تجنب الخطوات أو الحوادث التي قد تكون مكلفة للبلاد”، مؤكدا أن طهران “تفاوض بكل قواها” مع الترويكا الأوروبية المكّونة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وتأتي تصريحات بقائي قبل اجتماع مسؤولين كبار من إيران و3 قوى أوروبية في جنيف اليوم، لمناقشة مطلب القوى الغربية بأن تعيد إيران عمليات التفتيش النووي والدبلوماسية وإلا سيُعاد فرض عقوبات عليها كانت قد رُفعت بموجب اتفاق أُبرم في عام 2015.
وتهدد فرنسا وبريطانيا وألمانيا بتفعيل آلية العودة السريعة للعقوبات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بحلول 18 أكتوبر/ تشرين الأول، عندما ينتهي أجل الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى كبرى قبل 10 سنوات.
وقالت القوى الثلاث في الآونة الأخيرة إنها تعتزم اتخاذ القرار بنهاية أغسطس/آب الماضي ما لم تقدم إيران تنازلات يمكن أن تقنعها بالتأجيل لفترة وجيزة، وهو ما يشار إليه في الغالب بالتمديد.
توتر
ويشوب التوتر المحادثات في ظل غضب إيران من القصف الأميركي والإسرائيلي لمنشآتها النووية.
وقال مسؤول من إحدى دول الترويكا “سنرى ما إذا كان الإيرانيون صادقين بشأن التمديد أم أنهم يراوغون. نريد أن نرى ما إذا كانوا قد أحرزوا أي تقدم بشأن الشروط التي وضعناها للتمديد”.
وتتمثل هذه الشروط في استئناف عمليات التفتيش، بما يشمل حساب مخزون إيران الكبير من اليورانيوم المخصب، والانخراط في الدبلوماسية مع دول من بينها الولايات المتحدة. واستبعدت إيران مرارا إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن.
وقالت إسرائيل والولايات المتحدة إن قصف مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران كان ضروريا لأنها تحرز تقدما سريعا نحو إنتاج سلاح نووي، وتنفي طهران أي نية لتطوير قنابل ذرية.
وتقول تقارير غربية إن إيران وصلت بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء بلغت 60% لتقترب من نسبة 90% اللازمة تقريبا لتصنيع سلاح نووي، وكان لديها قبل بدء القصف في 13 يونيو/حزيران الماضي كميات من اليورانيوم المخصب لهذه الدرجة تكفي لإنتاج 6 أسلحة نووية إذا تم تخصيبها بدرجة أكبر، غير أن إنتاج أسلحة فعليا سيستغرق وقتا أطول.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لا تستطيع ضمان أن برنامج طهران النووي سلمي بالكامل، وليس لديها أيضا أي مؤشر موثوق على وجود برنامج منسق في إيران لإنتاج سلاح نووي.
ورغم أن منشآت التخصيب في إيران تضررت بشدة أو دُمرت، لم تسمح طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول هذه المنشآت منذ تعرضها للهجوم، وتقول إنها ليست آمنة للمفتشين.
ولم يتضح بعد أيضا وضع أو مكان وجود مخزون إيران الكبير من اليورانيوم المخصب، وقال مسؤول إيراني “بسبب الأضرار التي لحقت بمواقعنا النووية، نحتاج إلى الاتفاق على خطة جديدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونقلنا إليها ذلك”.
وقال مسؤولون غربيون إنهم يشتبهون في أن إيران عادت إلى أساليب التفاوض التي تهدف منها إلى كسب الوقت والمماطلة في المحادثات.
وتهدف الدول الأوروبية الثلاث في محادثات اليوم إلى تحديد ما إذا كان هذا هو الحال الآن، في حين حذرت طهران من “رد قاس” إذا أُعيد فرض عقوبات عليها.