لا يقتصر الشعور المستمر بالتعب والإرهاق على ضغوط العمل الطويلة أو قلة النوم أو التوتر النفسي، بل تشير دراسات حديثة إلى أن النظام الغذائي نفسه قد يكون عاملًا خفيًا وراء هذه المشكلة. فقد تبيّن أن بعض الأطعمة الغنية بمركب التيرامين تساهم في زيادة النعاس المفرط خلال ساعات النهار، وهي حالة تُعرف طبيًا باسم متلازمة النعاس المفرط أثناء النهار، وذلك وفق ما نشره موقع Times of India.

ما هو النعاس المفرط أثناء النهار؟

يُعرّف النعاس المفرط أثناء النهار بأنه حالة من الشعور الدائم بالنعاس والإرهاق رغم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا. ولا يتوقف الأمر عند الإحساس بالكسل بعد الوجبات، بل يمتد ليؤثر على التركيز، والإنتاجية، والصحة العامة. كما قد يكون مؤشرًا مبكرًا لمشكلات صحية خطيرة مثل:

  • انقطاع النفس النومي.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الاضطرابات العصبية كمرض الخرف.
  • الأمراض الأيضية مثل السكري.
  • التيرامين ودوره في الجسم

التيرامين هو مركب طبيعي يوجد في العديد من الأطعمة، ويلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم ونشاط النواقل العصبية. لكن عند ارتفاع مستوياته، خصوصًا لدى الأشخاص الحساسين له، قد يسبب شعورًا بالنعاس والإرهاق. وتشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والنظام الغذائي معًا قد يسهمان في ظهور هذه المتلازمة، مما يجعل التدخل الغذائي خيارًا وقائيًا وعلاجيًا مهمًا.

أطعمة غنية بالتيرامين قد تسبب التعب

أبرزت الدراسات خمس مجموعات غذائية رئيسية تحتوي على مستويات مرتفعة من التيرامين، قد تكون مسؤولة عن الإرهاق المزمن:

  • الأجبان المعتقة: مثل الشيدر، البارميزان، والفيتا، والإفراط فيها يزيد من الشعور بالنعاس.
  • اللحوم المصنعة: كالسلامي، السجق، اللحم المقدد، والبيبروني، وهي ترتبط بالإرهاق وأمراض القلب.
  • مستخلصات الخميرة: رغم تناولها بكميات قليلة، إلا أن الاستمرار عليها قد يسبب تعبًا مزمنًا.
  • الأطعمة المخللة أو المجففة بالملح: مثل الأسماك المملحة والمخللات، حيث تجمع بين التيرامين والصوديوم مما يؤثر على ضغط الدم والطاقة.
  • الفواكه شديدة النضج أو المجففة: كالموز، الأفوكادو، والفواكه المجففة، التي رغم فوائدها، فإن الإفراط فيها يزيد من الإحساس بالإرهاق.

كيف يمكن تقليل النعاس عبر النظام الغذائي؟

يؤكد الخبراء أن بعض التعديلات البسيطة على الغذاء اليومي تساعد في رفع مستويات الطاقة واليقظة، ومن أهمها:

  • تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالتيرامين وخاصة الأجبان القديمة واللحوم المصنعة.
  • التركيز على الخضراوات والفواكه الطازجة والبروتينات قليلة الدسم.
  • تناول أغذية غنية بأحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 لدعم صحة الدماغ.
  • الالتزام بمواعيد ثابتة للوجبات لتفادي تذبذب مستويات الطاقة.
  • استبدال الوجبات الخفيفة المصنعة بخيارات طبيعية وصحية.

شاركها.