تختتم ندوة السياسة الاقتصادية السنوية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كنساس سيتي فعالياتها في “جاكسون هول” بولاية وايومنغ. فيما يلي أبرز الاستنتاجات:
إشارة باول
أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في خطابه يوم الجمعة إلى أن البنك المركزي الأميركي يتجه على الأرجح لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بعدما أبقى سعر الفائدة المرجعي دون تغيير طوال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
ولفت باول إلى “تحول في توازن المخاطر” قد يستدعي تعديل السياسة النقدية، مشيراً إلى بيانات التوظيف الضعيفة التي نُشرت عقب اجتماع السياسة النقدية الأخير.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي يترك الباب مفتوحاً أمام خفض الفائدة في سبتمبر
لكنه شدد أيضاً على المخاطر المستمرة لارتفاع التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، مما يمهّد لنقاش محتدم عندما يجتمع مسؤولو السياسة النقدية في واشنطن يومي 16 و17 سبتمبر بشأن وتيرة الخفض المناسبة، وما إذا كان ينبغي المضي في التخفيضات من الأساس.
إطار جديد للسياسة النقدية
استغل باول خطابه أيضاً لتقديم تغييرات في الاستراتيجية العامة للسياسة النقدية، معلناً ختام المراجعة الرسمية التي بدأت أواخر العام الماضي.
قرر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي التراجع عن التعديلات التي أجريت في المراجعة السابقة عام 2020، بما يعكس اختلاف التحديات التي واجهوها في الأعوام الخمسة الماضية عن تلك التي سبقت الجائحة.
أبرز الاستنتاجات من كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول
على وجه الخصوص، تخلوا عن “استراتيجية التعويض” التي أُقرت عام 2020، والتي كانت تسمح للتضخم بتجاوز مستهدف 2% لفترة معينة بعد فترات تراجعه دون الهدف.
كما غيّر المسؤولون صياغة هدف التوظيف الكامل، فلم يعودوا يركزون على “القصور” في بلوغ الهدف، وهو تغيير عام 2020 الذي كان يعني الابتعاد عن ممارسة عقود من “التشديد الاستباقي”.
ضغوط سياسية
شهدت عطلة نهاية الأسبوع استمرار هجمات البيت الأبيض على عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك. والتي اعترضها بشكل مباشر أحد حلفاء ترمب، جيمس فيشباك، في ردهة القاعة قبل أن يبعده أفراد الأمن.
قال ترمب يوم الجمعة إنه سيقيل كوك إذا لم تستقل من منصبها، على خلفية اتهامات لها بالاحتيال في الرهن العقاري. جاء ذلك بعد بيان أصدرته الأربعاء أكدت فيه أنها لن تسمح بترهيبها لإجبارها على التنحي.
ترمب يهدد بإقالة ليزا كوك من الاحتياطي الفيدرالي إذا لم تستقل
هذا السجال الأخير مع كوك يندرج ضمن سلسلة من الضغوط التي يمارسها البيت الأبيض على الاحتياطي الفيدرالي هذا العام في محاولة لدفعه نحو خفض الفائدة. كما يزيد من حساسية الموقف مع اقتراب قرار ترمب بشأن خليفة باول عندما تنتهي ولايته في مايو المقبل.
جلسة عالمية
خلال جلسة عُقدت السبت وشارك فيها ثلاثة من كبار محافظي البنوك المركزية، تجنّب محافظا بنك إنجلترا وبنك اليابان الحديث عن آفاق السياسة النقدية، لكنهما تناولا التحديات المرتبطة بتوسيع القوى العاملة في بلديهما.
ففي اليابان، حيث يضغط تراجع عدد السكان وشيخوختهم على سوق العمل ويرفع التضخم، قال المحافظ كازو أويدا إن إدماج مزيد من النساء في وظائف بدوام كامل وتوظيف عدد أكبر من العمال الأجانب قد يساعد على مواجهة هذه المشكلة.
أما محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي فقال إن مزيجاً من ضعف الإنتاجية وتراجع المشاركة في سوق العمل ترك المملكة المتحدة أمام “تحدٍ حاد لزيادة معدل النمو المحتمل”. وأضاف: “إنها قصة محزنة للغاية بالنسبة لبريطانيا”.
بدورها، قدّمت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد رسالة أكثر تفاؤلاً، إذ قالت إن سوق العمل الأوروبية أثبتت مرونة غير متوقعة في مواجهة صدمة تضخمية “تحدث مرة واحدة في 100 عام” والزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة.
وأضافت: “انخفض التضخم بشكل حاد، وبكلفة منخفضة بشكل لافت على التوظيف”.