تواجه البورصة السعودية ضغوطاً خارجية تؤثر على الأداء، بينما يرى محللون مساراً جديداً يتشكل في السوق، ربما يوجه مؤشرها لعكس مساره والصعود خلال الشهر المقبل. 

“تاسي” تماسك في مستهل التعاملات، مسنوداً بأسهم “أكوا باور” و”مصرف الراجحي” و”سابك”.

ضغوط الأسهم الأميركية

يرى إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين لدى صحيفة “الاقتصادية”، أن السوق السعودية تتعرض لضغوط ناجمة عن هبوط الأسهم الأميركية أمس تأثراً بمحضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والذي تسبب بانحسار نسبي لتوقعات خفض الفائدة في سبتمبر. 

اقرأ المزيد: محضر الاحتياطي الفيدرالي: مخاطر التضخم تفوق مخاوف سوق العمل

وأكد عبد الله في مقابلة مع “الشرق” أن تصريحات رئيس المجلس جيروم باول المترقبة بشدة في الندوة السنوية الاقتصادية “جاكسون هول” التي يعقدها المركزي الأميركي يوم الجمعة تكتسب أهمية بالغة؛ “ففي حال جاءت متماشية مع ما كشف عنه محضر الفيدرالي، فقد يكون من الصعب استمرار توقع تقليص أسعار الفائدة في سبتمبر. أما إذا جاءت مختلفة، فقد تسعّرها السوق وتبني عليها مسارها.

ارتداد محتمل للبورصة السعودية 

وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني (CISI)، أفاد عن وجود اتجاه جديد يتشكل في السوق، إذ أن انحسار حدّة الانخفاضات يشير إلى تخفيف الضغوط البيعية في البورصة، متوقعاً أن تراجع مستوى السيولة خلال هبوط المؤشر الرئيسي يمهد لمستوى دعم للسوق، قبل انعكاس الاتجاه صعوداً.




الطه نوّه في مقابلة مع “الشرق” بأن أساسيات السوق السعودية ما زالت قائمة، مشيراً إلى جملة من العوامل الإيجابية التي تدعم الأداء، بما في ذلك قدرتها على استيعاب تأثيرات أسعار النفط المنخفضة التي لا تشكل ضغطاً إلى حدٍّ كبير، فضلا عن تراجع مكرر الربحية مما يزيد من جاذبية السوق، ويخلق فرصاً إضافية، ويشجع الشراء، على حدّ قوله.

وأضاف: “مستوى مكرر الربحية للسوق عند 14 مرة، انخفاضاً من نطاق بين 18 إلى 20 مرة في النصف الأول. وهذا المستوى مقبول خصوصاً أن بعض الأسهم تقع دون ذلك المستوى، نزول المكرر يشكل فرصة لارتداد المؤشر”.  

وتوقع الطه أن تتضح فرصة ارتداد السوق صعوداً في الشهر القادم، وكذلك تحسن السيولة التي يرى أنها لا تتسم بالشح، وإنما تنتظر انتهاز الفرصة المناسبة. مقدّراً أن”شهر سبتمبر سيشكل فرصة حقيقة للشراء في أسهم وقطاعات محددة”. 

اكتتاب الأفراد في “الماجدية” 

بالنسبة لأخبار الشركات، تمّ تغطية اكتتاب المستثمرين الأفراد في القادم الجديد إلى البورصة “دار الماجد العقارية” (الماجدية) بنسبة 278%. ويرى عبد الله أن انخفاض معدل التغطية عن 3 مرات قدر المعروض -وهو المعتاد بين شريحة الأفراد في الطروحات الماضية- يرجع إلى تأثره بوضع السوق التي تراجعت نحو 10% منذ بداية العام، بما انعكس على معنويات المستثمرين. لكنه أكد في الوقت ذاته أن ارتفاع معدل تغطية المؤسسات للاكتتاب البالغ 107% وعند الحد الأقصى للنطاق السعري، مؤشر على أن البيانات والقوائم المالية للشركة تُبرز صورة إيجابية. 

طرحت الشركة 90 مليون سهم للاكتتاب العام، تمثل 30% من رأس مال الشركة، بسعر 14 ريالاً للسهم. وخُصص 20% منها للمكتتبين الأفراد و80 % للمؤسسات.

عبد الله لفت إلى أن “الشركة تعمل في قطاع واعد بفضل النمو السكاني وفتح السوق العارية أمام تملك الأجانب، كما أنها مطروحة بمكرر ربح يقل عن المتوسط في السوق”. 

على صعيد القطاع العقاري أيضاً، أكملت “الرياض للتعمير” مع الشركة “العقارية السعودية” تنفيذ مشروعين لمجمعين تعليميين تابعين لمجموعة مدارس الرياض بكلفة حوالي 275 مليون ريال. سهم الشركة مرتفع 1.05%. 

من ناحية أخرى، أعلنت “أكوا باور” بدء التشغيل التجاري لـ3 محطات طاقة شمسية في السعودية بمناطق الرياض وحائل والقصيم، متوقعةً أن يظهر الأثر المالي لتشغيل المشاريع خلال النصف الثاني من 2025. وارتفع سهم الشركة بأكثر من 1%. 

شاركها.