|

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بلاده متمسكة ببقاء قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) طوال المدة اللازمة لتنفيذ القرار 1701 بكل بنوده واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية، وهو الأمر الذي تعارضه إسرائيل.

وشدد عون خلال استقباله قائد اليونيفيل ديوداتو أبانيارا على أهمية التعاون بين الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام وأهالي بلدات جنوب لبنان.

يأتي ذلك فيما بدأ مجلس الأمن الدولي -أمس الاثنين- مناقشة مشروع قرار قدمته فرنسا لتمديد ولاية اليونيفيل لمدة عام واحد، تمهيدا لانسحابها تدريجيا.

وبحسب وسائل إعلام عديدة، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تعارضان تمديد ولاية هذه القوة المنتشرة منذ عام 1978 في الجنوب اللبناني على الحدود معها (إسرائيل).

وفي هذا السياق، قالت صحيفة يسرائيل هيوم إن وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو طالب فيها بوقف عمل قوات اليونيفيل.

رسالة ورد

وأضافت الصحيفة أن ساعر قال في رسالته إن قوات اليونيفيل كانت مصممة لتكون مؤقتة، وقد فشلت في مهمتها الأساسية وهي منع تموضع حزب الله جنوب نهر الليطاني.

ولم ترد الولايات المتحدة -التي تتمتع بحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي- على سؤال بشأن موقفها من التمديد لليونيفيل.

ومشروع القرار -الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية- يمدد ولاية اليونيفيل حتى 31 أغسطس/آب 2026، ويتضمن كذلك فقرة يعرب فيها مجلس الأمن عن “عزمه على العمل من أجل انسحاب” هذه القوة الأممية لكي تصبح الحكومة اللبنانية “الضامن الوحيد للأمن في الجنوب”.

ومن المقرر أن يصوت أعضاء مجلس الأمن الـ15 على مشروع القرار في 25 أغسطس/آب، قبل انتهاء ولاية اليونيفيل نهاية الشهر.

وأنشئت “اليونيفيل” بموجب قراري مجلس الأمن الدولي 425 و426 الصادرين في 19 مارس/آذار 1978، وذلك لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واستعادة السلام والأمن الدوليين، ولمساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة.

قوات اليونيفيل في مهمة إعادة فتح الطرقات بالجنوب اللبناني (الجزيرة)

مهمات وتحديات

وعقب حرب يوليو/تموز 2006 قام مجلس الأمن وبموجب القرار 1701 بتعزيز “اليونيفيل”، وأناط بها مهام إضافية من خلال العمل بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، ويتم التمديد لمهمة “اليونيفيل” سنويا في مجلس الأمن الدولي.

وتؤدي اليونيفيل البالغ عدد أفرادها 11 ألفا دورا مهما في المساعدة على تجنب التصعيد بين لبنان وإسرائيل من خلال آلية اتصال، وتقوم بدوريات في الجنوب لمراقبة ما يحدث على الأرض بشكل محايد، والإبلاغ عن أي انتهاكات عسكرية، فضلا عن دعم الجيش اللبناني.

وتواجه هذه القوة الأممية تحديات أمنية مستمرة، أبرزها القيود على تحركاتها والتوترات المتكررة على طول “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

وقد شنت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن الأخيرة خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، مما أسفر عن 281 قتيلا و586 جريحا، وفق بيانات رسمية.

شاركها.