ترامب يسعى لإلغاء التصويت عبر البريد: خطوة جديدة في الجدل الانتخابي الأمريكي

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عن نيته قيادة حملة لإلغاء التصويت عبر البريد في الولايات المتحدة. جاء ذلك في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي حيث أكد أنه سيعمل على التخلص من أجهزة التصويت التي وصفها بأنها “غير دقيقة ومكلفة للغاية ومثيرة للجدل”. وأشار إلى أن هذه الخطوة ستواجه معارضة شديدة من الديمقراطيين الذين يتهمهم بالغش الانتخابي.

خلفية تاريخية وسياسية

منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2020، التي خسرها ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن، لم يعترف ترامب بهزيمته وادعى وجود عمليات تزوير انتخابي واسعة النطاق، خاصة فيما يتعلق بالتصويت عبر البريد. هذه الطريقة في التصويت تُستخدم بشكل واسع في الولايات المتحدة وتعتبر جزءًا من النظام الانتخابي الذي يتيح للناخبين الإدلاء بأصواتهم دون الحاجة إلى الحضور الشخصي لمراكز الاقتراع.

في مارس الماضي، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يستهدف تنظيم الانتخابات الفيدرالية، لكن هذا الأمر تم تعطيله بعد رفع دعاوى قضائية من ولايات يقودها ديمقراطيون. يُذكر أن كل ولاية أمريكية تجري انتخاباتها بشكل مستقل وفقًا لقوانينها الخاصة، بينما يقوم الكونغرس بوضع إطار عام لهذه الانتخابات.

التحديات القانونية والدستورية

تُعد مسؤولية تنظيم الانتخابات الفيدرالية من اختصاص حكومات الولايات الأمريكية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة الفيدرالية على فرض سيطرتها الكاملة على العملية الانتخابية. يرى ترامب أن سلطة الحكومة الفيدرالية تعلو على سلطة الولايات فيما يتعلق بفرز الأصوات واحتسابها. وقد صرح قائلاً: “الولايات هي مجرد وكيل للحكومة الفيدرالية وينبغي أن تلتزم بما تُمليه عليها الحكومة الفيدرالية لما فيه مصلحة بلدنا”.

وجهات النظر المختلفة

يرى مؤيدو ترامب أن خطواته تهدف إلى تعزيز نزاهة العملية الانتخابية وضمان عدم حدوث أي تلاعب أو تزوير. بينما يعتبر معارضوه أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تقويض الثقة بالنظام الديمقراطي وزعزعة استقرار العملية الانتخابية برمتها.

من جهة أخرى، يؤكد الديمقراطيون وبعض الخبراء القانونيين أن إلغاء التصويت عبر البريد قد يحرم العديد من الناخبين من حقهم في المشاركة السياسية خاصة أولئك الذين لا يستطيعون الوصول بسهولة إلى مراكز الاقتراع لأسباب صحية أو لوجستية.

الموقف السعودي والتحليل الدبلوماسي

في سياق دولي أوسع, تُظهر المملكة العربية السعودية دائمًا اهتمامًا كبيرًا باستقرار الأنظمة السياسية العالمية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية القائمة على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية. وفي هذا السياق, يمكن اعتبار موقف السعودية داعمًا لأي جهود تسعى لتعزيز الشفافية والنزاهة في العمليات الانتخابية الدولية, بما يتماشى مع مبادئ السيادة والاستقلال الوطني لكل دولة.

تحليل دبلوماسي واستراتيجي, يمكن القول إن المملكة تسعى دائمًا لتحقيق التوازن الاستراتيجي والحفاظ على علاقات متينة مع جميع الأطراف الدولية الرئيسية, بما فيها الولايات المتحدة, وذلك لضمان مصالحها الوطنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي.

شاركها.