يعود التراجع بأرباح شركات التأمين السعودية خلال الربع الثاني من العام الحالي لسببين أساسيين، هما تراجع عوائد المحافظ الاستثمارية لهذه الشركات، وانتقال المنافسة السعرية  إلى الشركات الكبرى بعد أن كانت محصورة بالشركات الأصغر حجماً، حسبما رأى المستشار في مجال التأمين لؤي طلال عبده بمقابلة مع “الشرق”. 

عبده اعتبر أن “محفظة الاستثمار لدى شركات التأمين كان لها دور إيجابي في صنع أرباح عدد كبير من هذه الشركات في 2024، لكن الربع الثاني من هذا العام شهد تراجعاً بأداء سوق الأسهم، وهذا أثر سلباً على قطاع التأمين ونتائجه”. مضيفاً أنه “من المستغرب أننا بتنا نرى شركات التأمين الكبرى تدخل في تنافس شرس من ناحية الأسعار رغم خدماتها المميزة”.

اقرأ أيضاً: لماذا قفزت أرباح شركات التأمين السعودية 50%؟

تراجعت الأرباح المجمعة لشركات قطاع التأمين المدرجة في السوق السعودية بنسبة 43.4% خلال الربع الثاني من هذا العام لتبلغ نحو 746 مليون ريال، مقابل 1.32 مليار ريال في الفترة ذاتها من 2024. تصدّرت “التعاونية للتأمين” أرباح القطاع، تلتها “بوبا العربية”.

في المقابل، سجلت 9 شركات ضمن هذا القطاع خسائر نصف سنوية، منها 8 شركات تحولت للخسائر مقارنةً بالفترة المماثلة من العام الماضي. 

نشاط الاندماج والاستحواذ

تتجه أسعار الفائدة للتراجع خلال النصف الثاني من العام، ما يضغط على أرباح شركات التأمين وإعادة التأمين، ويرجح مزيداً من أنشطة الاندماج والاستحواذ داخل القطاع، وفق عبده، الذي تطرق إلى ما أعلنته كل من “سلامة” و”عناية” عن التوصل لاتفاق اندماج ملزم، وما أعلنته “ميدغلف” في الإطار نفسه. 

ونبّه عبده إلى أن الاندماج لا يعتبر ضمانة لتحقيق الأرباح بالنسبة لشركات التأمين، بل وسيلة لوقف الخسائر، معتبراً أنه مرحلة طبيعية في تطور سوق التأمين. 

كانت وكالة “إس آند بي غلوبال” توقعت استمرار نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ بين شركات قطاع التأمين في السعودية خلال 2025، وسط صعوبة تواجهها بعض الشركات لتلبية متطلبات الحد الأدنى من رأس المال، معتبرةً أن شدة المنافسة واستحواذ اللاعبين الكبار على الحصة الأكبر من الإيرادات والأرباح، كلها عوامل تدفع نحو تنشيط صفقات الاندماج والاستحواذ.

شاركها.