تستعد قناة بنما لدخول قطاع الموانئ عبر طرح مناقصة لتشغيل محطتين، في خطوة تأتي وسط خلاف بارز بين الولايات المتحدة والصين بشأن الممر المائي.

وقال ريكارتي فاسكيس رئيس هيئة قناة بنما في مقابلة أُجريت معه الإثنين في نيويورك، إن الهيئة تتوقع طرح مناقصة لتشغيل ميناء على الساحل الأطلسي وآخر على الساحل الهادئ، وكلاهما سيكون مرتبطاً بخط أنابيب للغاز النفطي المسال. وستكون الموانئ مملوكة للقناة، ومن المرجح أن تُشغّل من قبل طرف ثالث.

وأضاف فاسكيس: “ندخل الآن إلى لعبة محطات الموانئ”.

توتر بين واشنطن وبكين بشأن القناة

خلال الأشهر الأخيرة، تعرضت موانئ بنما لتدقيق مكثف من واشنطن. فقد انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب النفوذ الصيني على القناة، مهدداً باستعادتها، ومُطلقاً ادعاءات من دون أدلة، بأن بكين تسيطر عليها. من جانبه، دافع رئيس بنما خوسيه راوول مولينو مراراً عن القناة، مؤكداً أن تشغيلها يتم من قبل بنما وتخضع لسيادة كاملة من قبل البلاد.

اقرأ أيضاً: لماذا يصر ترمب على ضم قناة بنما وغرينلاند؟

ورغم أن الصين لا تلعب أي دور في تشغيل القناة، فإن مجموعة “سي كيه هاتشيسون هولدينغز” التي تتخذ في هونغ كونغ مقراً لها، تشغّل موانئ على جانبي الأطلسي والهادئ.

خطة استثمارية بقيمة 8.5 مليار دولار

تأتي خطة الهيئة لامتلاك الموانئ ضمن إنفاق رأسمالي مقترح بقيمة 8.5 مليار دولار خلال السنوات السبع المقبلة، يشمل خط أنابيب الغاز النفطي المسال، وخزان مياه جديد، وشبكة طرق سريعة.

أما الموانئ الحالية التي تديرها شركة “بنما بورتس” التابعة لـ”سي كيه هاتشيسون”، وتقع خارج نطاق سلطة القناة، فقد مُنحت امتياز تشغيلها في عام 1997، وتستخدم تقنيات قديمة.

وقال فاسكيس إن القناة ستسعى لاستخدام تقنيات رافعات أحدث لنقل البضائع بكفاءة أكبر، ومنافسة ميناء قرطاجنة الحديث في كولومبيا المجاورة. وأضاف: “نعتقد أننا نستطيع تجاوز الوضع الحالي ومحاولة القيام بالأمور بطريقة مختلفة”.

تزامن القرار مع إعلان مولينو أن إدارته ستضع استراتيجية وطنية للوجستيات البحرية لتحديد إطار جديد لتشغيل الموانئ في بنما. وقد رفع ديوان المحاسبة دعوى قضائية ضد تمديد عقد شركة “سي كيه هاتشيسون” المحلية، ما قد يعقّد خطط المجموعة لبيع أعمالها في الموانئ العالمية إلى تحالف يضم شركة “بلاك روك”.

مكاسب مفاجئة من الرسوم الأميركية

تحقق قناة بنما هذا العام إيرادات غير متوقعة بفضل الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، إذ سارع مستوردو السلع شبه المصنعة والسيارات إلى إدخال بضائعهم إلى الولايات المتحدة قبل تطبيق الرسوم، ما ساعد على زيادة إيرادات القناة.

وتتوقع الهيئة أن يتلاشى هذا الاندفاع في العام المالي المقبل الذي يبدأ في أكتوبر، مع إيرادات متوقعة بنحو 4.4 مليار دولار، انخفاضاً من نحو 5 مليارات دولار هذا العام، وفق فاسكيس.

وأشار إلى أن هطول الأمطار الغزيرة هذا العام سمح للهيئة بالحفاظ على عمق غاطس يبلغ 50 قدماً (15 متراً)، ومن المرجح أن يستمر حتى نهاية العام، بعدما أجبرت موجة جفاف شديدة في العامين السابقين القناة على تقييد العبور واستخدام تقنيات جديدة لتوفير المياه.

شاركها.