تناولت صحف عالمية تزايد القلق من التصعيد المتسارع في منطقة الشرق الأوسط، مع اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لإشعال حرب عالمية، وتحذيرات من رد إيراني مرتقب على اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.
حيث حذرت صحيفة لوموند الفرنسية من أن الوضع في الشرق الأوسط قد يتجه نحو مسار خطير إذا لم تسفر الجولة القادمة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة عن نتائج إيجابية.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن التطورات الأخيرة قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب تصعيد أوسع للصراع، خصوصا مع تصاعد التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال هنية، ونقل عن محلل إسرائيلي أن التوصل إلى اتفاق بات ضروريا لتجنب عقبات جديدة قد تزيد من تعقيد الوضع.
في حين نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن مصدر مطلع على تفكير القيادة الإيرانية أن طهران ترغب في معرفة ما إذا كانت إسرائيل ستقدم تنازلات بشأن غزة قبل أن تتخذ أي خطوات تصعيدية.
وأوضح المصدر أن إيران تراقب عن كثب ما إذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية ستعود إلى طاولة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، وهذا يضع ضغطا إضافيا على إسرائيل.
وأضاف المصدر للصحيفة أن إيران تشن حربا نفسية مستمرة ضد إسرائيل، حيث تهدف إلى إبقاء القدرات العسكرية والأمنية واللوجستية في إسرائيل في حالة تأهب دائم، مستهدفة حرمان الإسرائيليين من الشعور بالهدوء والاستقرار، ما يزيد من التوترات الداخلية والخارجية.
فخ نتنياهو
بينما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا يحذر من أن إيران قد تقع في فخ نصبه نتنياهو إذا قررت توجيه ضربة قوية لإسرائيل، وأشارت إلى أن نتنياهو يسعى لاستغلال أي رد إيراني لتعزيز موقفه السياسي داخليا وخارجيا، وهذا قد يعصف بجهود السلام في غزة ويؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع.
ويوصي كاتب المقال المسؤولين الإيرانيين بوضع وقف إطلاق النار في غزة كأولوية قصوى، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة وعزل نتنياهو سياسيا.
ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، مقالا بعنوان “نتنياهو يريد حربا عالمية”، رأى كاتبه أن سياسات نتنياهو التصعيدية، بما في ذلك اغتيال هنية في إيران، تهدد الأمن العالمي بشكل مباشر.
ويرى الكاتب أن نتنياهو يسعى إلى تكرار سيناريوهات سابقة؛ حيث نجح في حشد الدعم الدولي لصد هجوم إيراني، ويعتقد أن نتنياهو يستغل هذه الإستراتيجية لتحقيق أهدافه السياسية.
وكتب إيشان ثارور مقالا في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، سلط فيه الضوء على الغرب المستمر لإسرائيل، حتى في ظل الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين في غزة، مشيرا إلى أن الحصيلة المروعة للقتلى المدنيين تقوض حجج الدفاع عن إسرائيل، خاصة عندما تأتي من المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم.
وأضاف ثارور أن ساسة الغرب يبدو غير مهتمين بشدة العقاب الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين، متسائلا عن مدى قدرة إسرائيل على الاستمرار في تلقي الدعم الدولي، في وقت تتزايد فيه الانتقادات ضد سياساتها في المنطقة، خاصة مع تزايد التوترات الإقليمية واحتمال نشوب صراع أوسع.