حذر الدكتور عمرو صبحي، خبير تكنولوجيا المعلومات، من الدور المتزايد الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” في نشر محتوى هابط وتوجيه الرأي العام المصري نحو اتجاهات موجهة ومشبوهة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لوعي الأجيال واستقرار المجتمع.

وخلال مشاركته في برنامج “خط أحمر” مع الإعلامي محمد موسى، على قناة “الحدث اليوم”، أكد صبحي أن هذه المنصات لا تعمل فقط على بث المحتوى، بل تقوم أيضًا بجمع كم هائل من البيانات الشخصية للمستخدمين، تشمل العمر، النوع، الاهتمامات، والميل الفكري والاجتماعي، لاستخدامها في حملات إعلانية وسياسية موجهة.

الذكاء الاصطناعي يدعم انتشار المحتوى الهابط

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي بات أداة رئيسية في دعم هذه العمليات، حيث يُستخدم لترويج المحتوى إلى قوائم “التريند” بطريقة منظمة، تشمل حتى المحتويات المبتذلة أو غير الأخلاقية.

كما يتم الاعتماد على تقنيات متقدمة لتضليل الجهات الرقابية، من خلال إخفاء مصادر التمويل والتلاعب بالبصمة الرقمية.

الإنترنت المظلم والعملات المشفرة وسيلة لإخفاء الأرباح

وكشف صبحي أن هناك استخدامًا مكثفًا لما يُعرف بـ “الإنترنت المظلم” في بث هذا النوع من المحتوى، حيث يُدار عدد من الحسابات والمواقع من أماكن مجهولة عبر شبكات مشفرة، ويتم تمويلها عبر العملات المشفرة مثل “بيتكوين” وغيرها، ما يُصعب تتبع مصادر الدخل الفعلي.

وأشار إلى أن أرباحًا ضخمة تُجنى من هذا المحتوى، دون أي رقابة حقيقية، وتُحول غالبًا عبر شركات وهمية مسجلة في دول عربية وأجنبية تُستخدم كغطاء قانوني، موضحًا أن بعض المؤثرين يمتلكون أصولًا بملايين الجنيهات دون مصادر دخل واضحة.

تهديد للأمن المعلوماتي وليس مجرد محتوى ترفيهي

وشدد خبير التكنولوجيا، على أن ما يحدث ليس مجرد جدلا ثقافيا أو حرية تعبير، بل يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المعلوماتي والقومي، مطالبًا الدولة بتفعيل منظومة رقابية تقنية وتشريعية للكشف عن شبكات التمويل والتحايل، والتصدي لهذا الخطر المتصاعد.

شاركها.