تترقب الأسواق إعلان شركة أرامكو السعودية نتائجها المالية للربع الثاني 2025 صباح غد الثلاثاء، وسط توقعاتٍ بانخفاض أرباحها 18% على أساس سنوي، فيما ستنصبّ الأنظار بشكلٍ أكبر على التوزيعات النقدية، وآفاق السوق، وحركة السهم.

هذه التوقعات تعكس أثر تراجع أسعار النفط، خلال فصلٍ شهد في بدايته إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية أربكت الأسواق العالمية، وفي مقدمتها سوق الخام.

بحسب المحللين الذين تتبعهم بلومبرغ، يُقدّر أن تناهز أرباح عملاقة الطاقة السعودية 89.3 مليار ريال خلال الفترة، بفعل تراجع الإيرادات بحوالي 19.5% إلى 379 ملياراً.

للاطلاع على أرباح أرامكو خلال الفصول الخمسة الأخيرة، أنظر الرسم البياني:

تأتي توقعات تراجع إيرادات شركة النفط الأكبر عالمياً في سياق تحولات أوسع شهدتها السوق خلال الربع الثاني، إذ أقرّ تحالف “أوبك+” زيادات متتالية بوتيرة أسرع من المخطط الأصلي الذي كان يقضي بإضافة 137 ألف برميل شهرياً، لتصل إلى 411 ألف برميل يومياً خلال شهري مايو ويونيو.

دفعت هذه الزيادات، إلى جانب ضعف الطلب العالمي، أسعار النفط إلى التراجع، إذ انخفض متوسط خام برنت إلى 70.8 دولار للبرميل في النصف الأول من 2025 مقارنة بـ84.3 دولار للفترة نفسها من 2024. وتعمّق الهبوط في الربع الثاني ليسجل 66.7 دولار، مقابل 85.7 دولار قبل عام.

آفاق توزيعات الأرباح

في مايو 2023 اعتمدت “أرامكو” آلية جديدة لتوزيع أرباح مرتبطة بالأداء تُضاف إلى التوزيعات الأساسية المستدامة. وبلغت التوزيعات المرتبطة بالأداء ذروتها عند 40.41 مليار ريال في الربعين الرابع 2023 والأول 2024، قبل أن تتراجع بشكل حاد إلى 820 مليون ريال في الربع الأول 2025 مع تراجع أسعار النفط.

ينعكس هذا التراجع على هبوط الإيرادات النفطية لميزانية السعودية – المساهم الأكبر في أرامكو- بنسبة 29% في الربع الثاني إلى 151.7 مليار ريال، ما أدى إلى تسجيل عجز في الميزانية بلغ 34.5 مليار ريال للربع الحادي عشر على التوالي. في وقتٍ تشير تقديرات “بلومبرغ” إلى أن المملكة تحتاج سعراً يتجاوز 90 دولاراً للبرميل لتغطية الإنفاق على المشاريع العملاقة التي تشهدها البلاد.

حسنين مالك، رئيس استراتيجيات الأسهم بشركة “Tellimer” في دبي، اعتبر بمقابلة مع “بلومبرغ” أن “زيادة كميات الخام المباعة تعوّض جزئياً أثر تراجع الأسعار على أرباح أرامكو”. من المتوقع أن تصل السعودية إلى مستوى 10 ملايين برميل يومياً بحلول سبتمبر، أي بزيادة مليون برميل عن مستويات أبريل.

في حين أشار ألين جود، استراتيجي الاستثمار في “مورنينغستار”، إلى أن “الشركة ستوزع هذا العام نحو 85 مليار دولار، مقارنة بـ124 مليار دولار في 2023، وأن العوائد لن تعود لمستويات العام الماضي ما لم ترتفع أسعار النفط بشكل كبير”.

سهم “أرامكو” يتجاوز تقييمات التداول

يتداول سهم أرامكو حالياً عند 23.9 ريال، وهو أدنى مستوى له منذ مارس 2020، متراجعاً بنحو 15% منذ بداية العام. رغم ذلك، لا تزال الشركة تحتفظ بمكانتها كأكثر شركات النفط قيمة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 5.8 تريليون ريال (1.55 تريليون دولار)، وفق بيانات “بلومبرغ”، التي تشير أيضاً إلى أنه لم يصدر أي محلل توصية ببيع السهم حتى الآن.

جود نوّه بأن “أرامكو” “تستمر في تقديم أعلى توزيعات أرباح في القطاع. كما تتمتع بميزانية قوية تمنحها مرونة كبيرة لزيادة الاقتراض في حال انخفاض التدفقات النقدية”. 

يستفيد سهم “أرامكو” منذ الإدراج من علاوة تقييم تعكس أصول الشركة عالية الجودة ومنخفضة التكلفة. إذ تمتلك الشركة إحدى أكبر احتياطيات النفط في العالم، وتُقدّر كلفة إنتاج البرميل -بما في ذلك الاستثمارات- بأقل من 12 دولاراً، مقابل متوسط يبلغ 28 دولاراً لدى شركات النفط الدولية.

تمثل نتائج الربع الثاني اختباراً لقدرة “أرامكو” على التكيف مع بيئة نفطية متقلبة، والحفاظ على جاذبية توزيعاتها النقدية للمستثمرين، في وقتٍ تتجه فيه الأنظار نحو مستقبل الأسعار، واستراتيجية الشركة لمواجهة هذه التحديات، بما في ذلك توسيع مروحة نشاطها في قطاعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات.

شاركها.