فرغت 4 ناقلات نفط على الأقل ملايين البراميل من الخام الروسي بمصافي تكرير هندية خلال عطلة نهاية الأسبوع، في إشارة إلى أن الشحنات التي تخضع لتدقيق مكثف مستمرة في التدفق كالمعتاد، رغم تصاعد الضغوط الأميركية على الهند لوقف مشترياتها من خام روسيا.

ينتظر تجار النفط وشركات الشحن موقفاً واضحاً من نيودلهي بشأن ما إذا كانت الإمدادات الآتية من موسكو سيُسمح لها بالاستمرار، بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات عقابية تهدف إلى كبح التجارة مع روسيا. خلال عطلة نهاية الأسبوع، اتهم أحد كبار مساعديه الهند بشكل مباشر بأنها “تمول فعلياً” الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

تشدد أميركي

أربكت هذه المطالب الأميركية المتشددة خطط الشراء لدى المصافي الخاصة والمملوكة للدولة، لا سيما أنها جاءت بعد فرض واشنطن رسوم جمركية مفاجئة 25% على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة الأميركية. رغم ذلك، لم تطلب الحكومة الهندية من المصافي وقف واردات النفط الخام الروسي، بحسب مصادر مطلعة على المسألة.

اقرأ المزيد: عقوبات ترمب “الثانوية”: تهديد لروسيا أم ضغط على الحلفاء؟

بحسب بيانات تتبع السفن، فرغت 3 ناقلات متوسطة الحجم هي: “أخيليس”، و”إيلايت”، و”هوراي”، نحو 2.2 مليون برميل من خام الأورال الروسي -وهو خام رئيسي تُصدره موسكو- لصالح شركتي التكرير الخاصتين “نايارا إنرجي” و”ريلاينس إندستريز” خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك بعد تأخير طفيف.

أما ناقلة “ميكاتي”، وهي أيضاً متوسطة الحجم، فقد سلمت أكثر من 720 ألف برميل من خام “فاراندي” الروسي، في رحلة توقفت خلالها مرتين لتسليم الشحنات إلى مصفاتي “كوتشي” و”مانغالور”. تملك شركة “بهارات بتروليوم كورب” (Bharat Petroleum) -التابعة للدولة- مصفاة كوتشي، بينما تسيطر شركة “مانغالور ريفاينري أند بيتروكيميكالز” (Mangalore Refinery and Petrochemicals) على مصفاة مانغالور، وهي مملوكة في غالبيتها لشركة “أويل أند ناتشورال غاز كورب” (Oil and Natural Gas Corp) الحكومية.

مشتريات مصافي الهند

رُصدت 4 ناقلات على الأقل تفرغ ملايين البراميل من الخام الروسي خلال عطلة نهاية الأسبوع في مصاف هندية متفرقة.

اقرأ أيضاً: ناقلات النفط الروسي عالقة قبالة الهند والمصافي تبحث عن بدائل

ومن المتوقع أن تفرغ ناقلات إضافية نحو 2.2 مليون برميل أخرى من خام الأورال خلال الساعات المقبلة، إذ ترسو الناقلتان “منيون” و”ديستان” حالياً في ميناء “سيكا” الذي تديره “ريلاينس”، بينما يُنتظر أن تفرغ الناقلة “ألديباران” شحنتها في ميناء “موندرا” الواقع على الجانب المقابل من الساحل. رغم أن “بلومبرغ” لم تتمكن فوراً من تحديد الجهة التي اشترت الشحنة، فإن ميناء “موندرا” يخدم كلاً من شركة “إنديان أويل كورب” (Indian Oil Corp) الحكومية، وشركة “إتش بي سي إل ميتال إنرجي” (HPCL-Mittal Energy)، التي تملك شركة “هندوستان بتروليوم كورب ” (Hindustan Petroleum) الحكومية حصة فيها.

تعد “ريلاينس”، وهي أكبر مشترٍ لخام الأورال الروسي، من بين الشركات التي لديها اتفاق طويل الأمد مع المنتج الروسي “روسنفت” (Rosneft)، ما يضمن لها الحصول على هذه الشحنات لعدة سنوات.

ضغوط غربية

شكل طلب الهند على الخام الروسي المخفض السعر، ومكانتها كأكبر مشتر منفرد للنفط الروسي المنقول بحراً، مصدر إزعاج مستمر للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين. قد ازداد التدقيق في الأسابيع الأخيرة، حتى قبل تصريحات ترمب الأخيرة. كانت شركة “نايارا” قد خضعت لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي في 18 يوليو الماضي بسبب علاقاتها مع روسيا، ما دفعها إلى خفض معدلات التشغيل وأجبر شركاءها التجاريين على البحث عن إمدادات بديلة.

“روسنفت”: العقوبات الأوروبية على مصفاة النفط “نايارا” الهندية “غير مبررة”.. تفاصيل أكثر هنا

لم ترد كل من “ريلاينس” و”نايارا” و”بهارات بتروليوم كورب” و”مانغالور ريفاينري” على رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب تعليقات حتى الآن.

شاركها.