إثر إعلان الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز وفاة نجله الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف إعلاميًا بـ”الأمير النائم”، والذي ظل في غيبوبة امتدت لعشرين عامًا إثر حادث مروري مأساوي تعرّض له عام 2005 في العاصمة البريطانية لندن أثناء دراسته في الكلية العسكرية؛ نسلّط الضوء في السطور التالية على أبرز القصص التي خلدها التاريخ لحالات غيبوبة طويلة أثارت اهتمام العالم، وظلّت مثار جدل وأمل.

بداية المأساة: لحظة غيّرت مجرى حياة كاملة

في عام 2005، أصيب الأمير الوليد في حادث سيارة خطير أدى إلى تلف حاد في الدماغ، وشخص الأطباء حالته بأنها موت دماغي، مع توقعات بعدم بقائه حيًا لأكثر من أيام، لكن والده رفض رفع الأجهزة الطبية، متمسكًا بالأمل في شفاء ابنه، مؤمنًا بقدرة الله على صنع المعجزات.

وميض من الأمل: حركة فجّرت مشاعر الملايين

بعد مرور أكثر من 15 عامًا على الغيبوبة، أظهر الأمير الوليد استجابة مثيرة للدهشة، إذ حرّك أصابعه ورفع يده استجابة لتحية سيدة، في فيديو انتشر بشكل واسع وأحيا آمالًا بإمكانية حدوث تحسن، ولكن هذه الاستجابة لم تتطور لاحقًا، حتى إعلان وفاته في يوليو 2025.

 

حكاية غيبوبات خلدها التاريخ

لم يكن “الأمير النائم” الحالة الوحيدة التي لفتت الأنظار بطول مدتها، بل سجل التاريخ العديد من الحالات التي عاش أصحابها في غيبوبة لأعوام طويلة منها:

إلين إسبوزيتو “الجميلة النائمة” التي دخلت التاريخ

تُعتبر الأمريكية إلين إسبوزيتو صاحبة أطول فترة غيبوبة تم تسجيلها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، إذ دخلت في غيبوبة عام 1941 عن عمر ست سنوات بعد جراحة استئصال الزائدة، واستمرت حالتها 37 عامًا و111 يومًا حتى وفاتها عام 1978، دون أن تستعيد وعيها مطلقًا.

كارين آن كوينلان 

دخلت كارين كوينلان في غيبوبة عام 1975 نتيجة تناولها الكحول والمهدئات، واعتُبرت حالتها نباتية دائمة، رفع والداها قضية للمطالبة بفصل أجهزة الإنعاش عنها، فكانت من أولى القضايا المتعلقة بـ”الحق في الموت” في الولايات المتحدة، ورغم نزع الأجهزة عنها، استمرت في الحياة دون تنفس صناعي لعشر سنوات أخرى، وتوفيت عام 1985.

ساني فون بولو: الغيبوبة المثيرة للجدل

سقطت الوريثة الأمريكية ساني فون بولو في غيبوبة عام 1979 وسط اتهامات لزوجها بمحاولة قتلها طمعًا في ثروتها (تم ادانته في البداية ولكن ظهرت براءته فيما بعد)، بقيت ساني في غيبوبة ما يقرب من 28 عامًا، وتوفيت عام 2008 إثر سكتة قلبية رئوية.

 

قصص نادرة للعودة من الغيبوبة

منيرة عبد الله: الأم الإماراتية التي انتصرت للإرادة

تُعد الإماراتية منيرة عبد الله إحدى الحالات المُلهمة، إذ دخلت في غيبوبة عام 1991 بعد حادث سيارة أثناء عودتها من المدرسة مع ابنها، وبعد أكثر من ربع قرن من فقدان الوعي، أفاقت من غيبوبتها عام 2019.

روم هوبن: وعي محتجز داخل الجسد

البلجيكي روم هوبن عاش 23 عامًا في ما ظنه الأطباء غيبوبة تامة بعد حادث سير، لكن تبيّن لاحقًا أنه كان واعيًا طوال هذه السنوات، دون القدرة على التواصل، في واحدة من أغرب حالات “الحبس داخل الجسد”، حيث بدأ لاحقًا بالتواصل عبر لوحات مفاتيح مخصصة.

 

جاري دوكري: اليقظة التي لم تدم طويلًا

في حادث غريب، أُصيب الشرطي الأمريكي جاري دوكري برصاصة في الرأس عام 1988، ودخل في حالة غيبوبة شبيهة بالحالة النباتية، لكن بعد عملية جراحية عام 1996، استيقظ فجأة وبدأ يتحدث بتفاصيل دقيقة عن حياته، ولكن لم يدم هذا “الاستيقاظ المعجزة” طويلًا، إذ بدأ يفقد وعيه مجددًا خلال ساعات حتى توفي لاحقًا.

شاركها.