20/7/2025–|آخر تحديث: 15:14 (توقيت مكة)
في واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث، يتعرض أطفال غزة لحصار مزدوج، يجمع بين تجويع إسرائيلي ممنهج وصمت دولي مخز.
ففي وقت تُغلق فيه المعابر وتمنع المساعدات وتستهدف سبل الحياة، لا يجد أطفال القطاع ما يسد رمقهم أو يروي ظمأهم، فيموت بعضهم جوعا، بينما يصارع آخرون الهزال والأمراض أمام أعين العالم.
وأمام هذا الانهيار الإنساني، أطلق ناشطون وسم #غزة_تقتل_جوعا، ليكون صرخة رقمية توثق حجم الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني، نتيجة سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بدعم أميركي، وسط صمت دولي وعجز أممي.
وقد شهد الوسم تفاعلا واسعا على الصعيدين العربي والدولي، حيث شارك المستخدمون شهادات حية وصورا صادمة توثق معاناة المدنيين، لا سيما الأطفال والمرضى وكبار السن، مطالبين بفتح المعابر فورا وإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة.
وتساءل مغردون: لماذا لم تُعلن المجاعة رسميا في قطاع غزة حتى الآن؟ رغم تزايد عدد الوفيات بين الأطفال بسبب الجوع، في ظل غياب أبسط مقومات الحياة.
استشهاد الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) نتيجة مضاعفات سوء التغذية والجوع في #غزة، بحسب مصدر في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع
لقراءة المزيد: https://t.co/b80NMpR4Lx pic.twitter.com/x2kW41UVLY
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) July 20, 2025
من القصص المفجعة، كانت وفاة الطفلة رزان أبو زاهر جراء سوء تغذية حاد ونقص في الحليب، بعدما عجزت عائلتها عن تأمين الطعام في ظل الحصار القاتل في مشهد يُجسّد مأساة آلاف الأطفال بالقطاع.
وروى أحد المغردين شهادة شقيقه، وهو طبيب نساء وولادة في غزة، قال فيها: “الساعات القادمة حرجة للغاية. لا يوجد حليب للأطفال، ولا حتى في صدور الأمهات اللواتي يعانين من شدة الجوع. إذا لم يتدارك الوضع، قد نشهد وفيات جماعية بين المواليد والرضع”.
يقول شقيقي د. محمد وهو طبيب نساء وولادة في #غزة أن الساعات القادمة حرجة للغاية، لا حليب للأطفال ولا حليب في صدور الأمهات اللواتي يعانين من شدة الجوع..
محمد قال لي: إذا لم يتم تدارك هذا الخطر، فلا استبعد وفيات جماعية للمواليد والرضع..#غزه_تموت_جوعاً pic.twitter.com/tcFVMno0Qa
— أدهم إبراهيم #غزة 🇵🇸 (@AdhamIbrahimPal) July 20, 2025
أكد مدونون آخرون أن ما يحدث في غزة ليس مشهدا من فيلم خيالي، بل واقع دام يتجسد في صور الأطفال النحيلين الذين يفتشون في أكياس القمامة عن فتات يسدّ رمقهم. فهنا، لم يعد الأطفال يبحثون عن اللعب أو الدفء، بل عن فتات رز بين النفايات.
وصف كثيرون ما يحدث بأنه “جريمة متكاملة الأركان”، معتبرين أن الصمت العالمي هو شراكة صريحة في تلك الجريمة.
استُشهد جوعًا.
وصمتك شريك في قتله.غزة تموت جوعًا pic.twitter.com/B7GhQacZZV
— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 20, 2025
وكتب أحد النشطاء : “غزة تقتل جوعا، والعالم صامت. أطفال يموتون بلا طعام، وأمهات تراقبن أنفاس أحبتهن تختنق من شدّة الجوع”.
وأضاف آخر: “أجيال يُقضى عليها بالكامل. لا أحد مستثنى.. المعدة فارغة، والدوخة والغثيان يلازماننا. الأطفال والنساء والشيوخ يموتون في صمت”.
وأشار مدونون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس ما سموه بـ”هندسة التجويع” ضد الفلسطينيين، كسياسة ممنهجة لإبادة جيل كامل ببطء.
مشاهد تفوق الخيال
ونشر مغردون صورا ومقاطع فيديو متنوعة صادمة من غزة، تظهر مسنا يأكل ورق الشجر، وسيدة تطعم أبناءها ورق الذرة كوجبة رئيسية، بينما انهار رجل مسن مغشيا عليه من شدة الجوع، وهو ينتظر لقمة في طابور المساعدات.
يا الله !! واحد من أصعب المشاهد على الإطلاق
رجل كبير في السن يسقط مُغمى عليه من شدة الجوع أثناء انتظاره للحصول على لقمة طعام
الوضع خرج عن السيطرة تماماً، نحن أمام كارثة تاريخيّة.. غير معروف حالة هذا الرجل الان pic.twitter.com/8ySPDppr2q
— MO (@Abu_Salah9) July 19, 2025
ووصف مغردون فيديو لمسن فلسطيني يأكل ورق الشجر بأنه يوثّق جريمة إنسانية مكتملة، مؤكدين أن حتى أعلاف الحيوانات غير متوافرة في غزة ليسدّ بها الناس رمقهم، في مشهد “فوق مأساوي” لا يمكن وصفه.
وكتب أحد النشطاء: “أصعب المشاهد على الإطلاق: رجل مسن يسقط مغشيًا عليه من شدة الجوع أثناء انتظاره الحصول على لقمة طعام. الوضع خرج على السيطرة تمامًا، نحن أمام كارثة تاريخية.. وغير معروفة حالة هذا الرجل الآن”.
بينما كتب آخر:”هذه ليست مجاعة في قارة منسية، هذه غزة.. المدينة التي كانت تنبض بالحياة، أصبحت تُصارع الجوع وحدها في عزلة”.
وسط هذا الواقع القاتم، تساءل المدونون والنشطاء: أين المنظمات الدولية؟ أين يونيسيف؟ أين الهيئات الحقوقية والإنسانية التي ترفع شعار حماية الإنسان والطفولة؟
وكتب أحدهم “أطفالنا لم يعودوا كما كانوا.. تحولوا إلى هياكل عظمية من الجوع. ما نشهده ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة إبادة موثّقة بالصوت والصورة”.
واختتم آخرون “البحث عن الطعام في غزة أصعب من البحث عن الموت، لأن الموت هناك يأتيك بلا موعد: بالقصف، أو القنص، أو الجوع، أو تحت الركام، أو بانقطاع الدواء، أو بالقهر والخذلان. أما لقمة الخبز.. فتحتاج إلى معجزة. غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة جوعًا”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر أصدرتها محكمة العدل الدولية بوقفها.