في وقت تتصاعد فيه وتيرة العدوان على غزة، وتتعثر جهود الوساطة الدولية في التوصل إلى هدنة إنسانية، أكدت الدكتورة إيمان زهران، خبيرة الشؤون السياسية والأمن القومي، أن مصر لا تزال الطرف الأكثر ثباتًا في المشهد، ممسكة بخيوط الوساطة وسط واقع إقليمي.
أكدت الدكتورة إيمان زهران، خبيرة الشؤون السياسية والأمن القومي، أن من أبرز معوقات الوصول إلى هدنة حقيقية في قطاع غزة، هو عدم وضوح الرؤية حتى الآن، بشأن آلية التطبيق الفعلي على الأرض، مشيرة إلى أن المفاوض المصري، هو الطرف الأكثر ثباتا وخبرة، في السعي لاتفاق واقعي ،قابل للتنفيذ.
تخوفات داخلية وانقسام في إسرائيل
وأوضحت “زهران”، خلال استضافتها في برنامج “الساعة ٦”،المذاع على قناة “الحياة”، أن هناك تخوفات قائمة داخل الفصائل الفلسطينية نفسها، نتيجة غياب الثقة بين بعض الأطراف، إلى جانب حالة عدم التوافق داخل الجانب الإسرائيلي ،بين قوى اليمين المتطرف والمعارضة ،حول إدارة الحرب وملف الأسرى.
مساعدات مستمرة ودعم دولي غائب
وأضافت خبيرة الشئون السياسية، أن هناك تدهورًا واضحًا في الوضع الاقتصادي ،داخل إسرائيل رغم كل ما تحصل عليه من مساعدات، موضحة أن مصر منذ اليوم الأول، قدمت العديد من المبادرات والمقترحات، لكنها لم تلق الدعم الدولي الكافي لتنفيذ أي اتفاق شامل.
مصالح كبرى تعرقل الضغط على إسرائيل
وأشارت “زهران”، إلى أن المصالح المشتركة بين إسرائيل وعدد من الدول الكبرى، تمنع الضغط الحقيقي عليها، مما يعرقل الوصول إلى وقف حقيقي لإطلاق النار.
دور مصري محوري رغم محاولات التهميش
ونوهت خبيرة الشؤون السياسية ،إلي أن مصطلح “المدينة الإنسانية”، الذي أطلقه الجانب المصري هو مساحة لالتقاط الأنفاس ،وترتيب الصف الفلسطيني الداخلي، حيث إن مصر قدمت أكثر من ٨٥٪ من المساعدات إلى فلسطين، في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل تهميش هذا الدور المصري، لصالح أهدافها الخاصة.
التهجير القسري تهديد مباشر للأمن القومي
وشددت “زهران “،على أن السيناريو الأخطر الذي تدفع إسرائيل لتنفيذه، هو التهجير القسري، إما بتجميع الفلسطينيين في منطقة واحدة لتسهيل تصفيتهم، أو بإجبار بعض الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، على استقبالهم على الحدود، وهو أمر ترفضه القاهرة بشكل قاطع لما له من تداعيات خطيرة على الأمن القومي العربي.