أفاد مجلس الشيوخ الأمريكي، بقيادة الأغلبية الجمهورية، يوم الاثنين بـ إقرار أول مرشح قضائي طرحه الرئيس دونالد ترامب خلال ولايته الثانية. 

وتم التصويت لصالح المرشحة ويتني هيرماندورفر لتشغل منصب في المحكمة الاستئنافية للدائرة السادسة الأمريكية، حيث أُقرّت بأغلبية ضيِّقة بلغت 46 صوتًا مقابل 42، في تصويت قضى عمومًا وفق خطوط الحزب الواحد، وفقا لـ اسوشيتدبرس.

وتعد هيرماندورفر أول من يتم تأكيدها ضمن قائمة تضم خمسة عشر مرشحًا قضائيًا أعلنهم ترامب في فترة ولايته الثانية. 

وتمت ترقيتها بعد عملها كمديرة لوحدة التقاضي الاستراتيجي في مكتب المدعي العام بولاية تينيسي، وكانت في السابق مستشارة قضائية لعدة قضاة في المحكمة العليا، منهم أليتو وباريت وكافانو .

ويسجل تأكيد هيرماندورفر النموذج الأول لترسيخ توجه قضائي محافظ في عهد ترامب، فيما بلغت عداد تعييناته منذ انطلاق ولايته الثانية الرقم 235، مساوية بذلك مجمل ما توصّل إليه الرئيس بايدن خلال فترته الأولى، وفقًا لجمع التعيينات المراد تأكيدها للمناصب القضائية الفيدرالية. 

وأكّد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، جون ثيون، أهمية تعيين قضاة يلتزمون بتفسير القانون لا تشريعه، ضمن توجّه نحو ترجيح الاستقلال القضائي على الطموحات السياسية .

ومن جهة المعارضة الديمقراطية، أعرب أعضاء مجلس الشيوخ عن انتقادات حادة تستهدف خلفية هيرماندورفر القانونية، معتبرين أنها تفتقر إلى خبرة قضائية عملية كافية منذ تخرجها من كلية الحقوق قبل نحو عشر سنوات فقط. كما أشاروا إلى ارتباطها بتطبيق سياسات محافظة مثيرة للجدل، مثل قوانين تينيسي المتعلقة بحظر الإجهاض والقيود المفروضة على الحماية الفيدرالية للمتحولين جنسيًا .

ويمثل هذا التأكيد خطوة رمزية لكنها مؤثرة نحو تكريس دائرة قضاة تتماشى مع الأجندة القانونية لإدارة ترامب، ويرسخ نفوذ المحافظين داخل القضاء الفيدرالي. 

والتحدي الأكبر يتمثل في تسريع وتيرة التعيينات بالرغم من وجود نحو 49 شغورًا فقط من أصل ما يقرب من 900 مجلس قضاء في المحاكم الفيدرالية، وهو عدد أقل مقارنة بالفرص السابقة التي وفرها أغلب الشغور في فترة أوباما أو بايدن .

ومن المتوقع أن يواصل مجلس الشيوخ الجمهوري دفع باقي المرشحين الذين أعلنهم الرئيس ترامب لمراكز قضائية مختلفة، رغم التحديات التي قد تطرحها المعارضة الديمقراطية بشأن التأهيل والخلفيات القانونية. وإلى جانب هيرماندورفر، تمت مراجعة ترشيحات أخرى مثل إميل بوف، التي أثارت سجالات بسبب مقتبسات من رسائل داخلية في وزارة العدل يظهر فيها تأييد لتجاهل أوامر قضائية، وهو موضوع قيد التدقيق في لجنة القضاء بمجلس الشيوخ .

شاركها.