قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة مع قناة يورونيوز، إن حركة حماس لا يمكن أن تكون جزءًا من مستقبل قطاع غزة، مشدّدًا على أن إسرائيل لا تخطط للسيطرة على القطاع على المدى الطويل، معتبرًا وجود حماس وفسادها المعتمد على السلاح عقبة أمام أي تسوية سياسية مستقبلية
واضاف ساعر في تصريحاته قائلا “إذا كانت حماس مستعدة لطرح سلاحها وأن يتخلّى القطاع عن طابعه العسكري، يمكن التوصّل لمسار سياسي”.
وتابع أن “المسائل الأمنية هي الشغل الشاغل لإسرائيل في غزة”، وأن هدفه إقامة نظام فلسطيني يقود نفسه تحت ضوابط، دون تسليح أو تهديد أمني.
وفي الوقت ذاته، أوضح الوزير أن إسرائيل “لا تنوي احتلال القطاع طويل الأمد”، موضحًا أن عملياتها المحدودة ترتكز على محاربة الإرهاب وليس بناء احتلال دائم.
وأشار أن بعض تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستتولى السيطرة على غزة بعد الحرب تم تفسيرها بشكل مبالغ، بينما لم يتضح في الواقع وجود سياسة احتلال رسمي طويل الأمد .
وتلقى هذا الموقف ترحيبًا من أطراف دولية وأوروبية رأت فيه إشارة إلى إمكان تحقيق حل سياسي لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وبينما رأت المعارضة الداخلية في إسرائيل تصريحات ساعر محاولة للتوسط بين الضغط الدولي على وقف إطلاق النار، والرغبة في حماية الأمن الوطني.
في حين اعتبرت مؤيدة إسرائيلية أن “عدم وجود نية للسيطرة يعزز مصداقية الحل السياسي” .
ويرى الخبراء أن استبعاد حماس من مستقبل قطاع غزة رهن بإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية أو بآلية حكم جديدة تدعمها أطراف دولية مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وربما بتكوين سلطة بديلة أو إدارة مؤقتة.
ومن المرجّح أن تشكّل تصريحات ساعر ضغوطًا إضافية على القيادة الفلسطينية وحماس للقبول بتسوية دون سلاح، ما قد يسهم في دفع المفاوضات نحو مسار استقرار جزئي أو مؤقت يسمح بإعادة الإعمار والتخفيف من الحصار الإنساني.
وتأتي التصريحات في خضم حرب استمرت نحو عامين بين إسرائيل وحماس، شهدت محطات تفاوضية أُغلقت بالسلاح والاقتتال، مثل مباحثات هدنة تمت من خلال وساطات قطر ومصر، تراوحت بين اتفاق مرحلي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا شرط تفكيك حماس إزاء رفض الأخيرة التخلي عن السلاح.
ورغم أن التقنية الإدارية والسياسية لحكم غزة بعد الحرب لا تزال غامضة، فإن إسرائيل تُظهر تفهمًا للضغط الدولي المطلوب لتثبيت وقف طويل الأمد دون فرض احتلال دائم، مركّزة على مبدأ فصل المدنيين عن الميليشيات المسلحة.