14/7/2025–|آخر تحديث: 16:45 (توقيت مكة)
تباينت الروايات بشأن أسباب اندلاع الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء جنوبي سوريا بين مجموعات مسلحة من أبناء العشائر البدوية وأخرى درزية، في حين احتدم الجدل على منصات التواصل الاجتماعي حول الجهة المسؤولة عن حالة الانفلات وانتشار السلاح بالمنطقة، خاصة بعد إعلان وزارة الدفاع السورية عن ارتفاع عدد قتلى الجيش إلى 6 خلال فض الاشتباك في السويداء، إضافة إلى 30 قتيلا وأكثر من 100 مصاب من طرفي الاشتباكات.
وتقول إحدى الروايات إن مجموعة مجهولة اختطفت أحد أبناء الطائفة الدرزية، مما دفع المجلس العسكري التابع لحمكت الهجري -وهو أحد زعماء الطائفة الدرزية في سوريا- إلى خطف 10 أشخاص من أبناء العشائر البدوية، لتندلع بعدها اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
بالمقابل، تشير رواية أخرى إلى تعرّض تاجر خضار من السويداء لاعتداء مسلح أثناء عودته من دمشق، حيث تم إنزاله بالقوة من مركبته والاعتداء عليه بالضرب وتوجيه شتائم طائفية إليه، قبل أن تُسرق شاحنته المحملة بـ5 أطنان من الخضار ويُرمى في منطقة وعرة تبعد 5 كيلومترات عن الطريق الرئيسي، بعد تعذيبه.
ومع انتشار هاتين الروايتين المتضاربتين اندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين.
وفي ظل تصاعد التوتر كتب وزير الداخلية أنس الخطاب منشورا أكد فيه أن غياب مؤسسات الدولة -خاصة العسكرية والأمنية- هو السبب الرئيسي لما تشهده السويداء وريفها من توترات مستمرة، مشددا على أن الحل يكمن في فرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات لضمان السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها.
غياب مؤسسات الدولة، وخصوصاً العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة، ولا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها. pic.twitter.com/WG6ItAz2wd
— أنس حسان خطاب (@Anas_Khatab_sy) July 14, 2025
من جانبه، صرح الناطق باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا بأن الأزمات الأمنية المتكررة في السويداء سببها “تعنت التيار الانعزالي ورغبته في سلخ السويداء عن الوطن”، مؤكدا أن الحل يتمثل في عودة هيبة الدولة وتفعيل أجهزتها الأمنية والعسكرية للقيام بدورها في حماية المدنيين.
عصابات مسلحة تتبع للهجري تقوم بتعذيب أسرى قوات فض النزاع الذين دخلوا بأوامر عسكرية لفض الاشتباك الحاصل في السويداء pic.twitter.com/hxouY8NuVU
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) July 14, 2025
بدورها، أشارت صفحة “السويداء 24” إلى تجدد موجة العنف في ريف السويداء الغربي بعد تعرّض عدد من القرى لهجمات مفاجئة بطائرات مسيّرة في ساعات الفجر الأولى، بالتزامن مع تقدم آليات عسكرية من جهة ريف درعا الشرقي، مما أدى إلى سقوط ضحايا واندلاع اشتباكات مسلحة بين القوى المهاجمة والفصائل المحلية والمدنيين المدافعين عن قراهم.
أما وكالة الأنباء السورية (سانا) فنقلت عن مراسلها مقتل عناصر من الجيش السوري أثناء انتشارهم لوقف الاشتباكات وحماية الأهالي، بعد استهدافهم من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.
ومع تسارع الأحداث في السويداء انقسم رواد مواقع التواصل بشأن المسؤولية، هل تقع على عاتق الحكومة السورية أم على حكمت الهجري وجماعته؟
فقد طالب مغردون بتدخل الدولة بشكل مباشر لسحب السلاح من جميع الأطراف وبسط سلطتها الكاملة على المحافظة، محذرين من أن استمرار الفوضى يعني مزيدا من إراقة دماء السوريين.
وأكدوا أن العشائر والدروز أبناء وطن واحد، وأن سفك الدم السوري على أيدي السوريين جريمة يتحمل مسؤوليتها كل من يذكي نار الفتنة.
وأعاد آخرون التذكير بما جرى في الساحل السوري من فتنة وتحريض طائفي، محذرين من تكرار المأساة في السويداء، إذ راح ضحيتها قرابة 1500 سوري من المدنيين وعناصر الأمن.
واعتبروا أن الحل إذا كان القضاء على “فلول الهجري” فإن ذلك يجب أن يكون بحذر ومسؤولية من قبل الدولة فقط، مع ضرورة تحييد المدنيين وتجنب الانزلاق إلى حرب أهلية.
ميليشيات حكمت الهجري في السويداء لا تريد ان يكون هناك استقرار في المنطقة، لذلك تفتعل الفتن تلوا الفتن عبر مهاجمة الابرياء
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) July 13, 2025
وأشار بعض المدونين إلى أن نزع السلاح بقوة السلاح هو الحل الوحيد، معتبرين أن أعمال بعض المسلحين الدروز لا تعبر عن تطلعات الطائفة في الانخراط بالعملية السياسية، وأن تسليم السلاح يجب أن يشمل كل من يعمل خارج مؤسسات الدولة من مدنيين وعسكريين.
وحمّل ناشطون حكمت الهجري ومليشياته المسؤولية عن الأحداث، مشيرين إلى أن الرد على سرقة سيارة أدى إلى مقتل طفلين وعشرات الضحايا من البدو والدروز، محذرين من خطر التغيير الديمغرافي جراء محاصرة آلاف المقاتلين الدروز أحياء مدنية.
سحب السلاح من #السويداء وانتشار الأمن والجيش أولوية لضبط الأمن وإعادة هيبة الدولة.
لا نشهد هكذا تصرفات رعناء بين الفينة والأخرى إلا في هذه المحافظة لانتشار السلاح وتواجد ميليشيا إرهابية وغياب لمؤسسات الدولة.— Mohammad (@m_aboud1) July 14, 2025