أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، اليوم الجمعة، أن الوضع في مقاطعة كورسك يشكل حالة طوارئ “على المستوى الاتحادي”، وذلك بعد أربعة أيام من تدفق مئات من الجنود الأوكرانيين عبر الحدود، فيما يبدو أنه أكبر هجوم لكييف على الأراضي الروسية منذ اندلاع الحرب.

في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن تعزيزات في طريقها إلى مقاطعة كورسك لمواجهة التوغل الأوكراني العابر للحدود، وتنشر روسيا هناك أيضًا عدة منصات إطلاق صواريخ وقطع مدفعية ودبابات تنقل في حاويات ومركبات قتال ثقيلة، وفقًا لوكالة الأنباء “ريا نوفوستي” نقلًا عن وزارة الدفاع.

وقال القائم بأعمال حاكم كورسك أليكسي سميرنوف على “تليغرام”: “الوضع العملياتي في مقاطعة منطقة كورسك لا يزال صعبًا”، وأضاف أن الخدمات الاجتماعية والجمعيات المدنية تقدم المساعدة للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب القتال، وكان آخر رقم روسي لعمليات الإجلاء في كورسك هو 3000 شخص.

إجلاء السكان من كورسك

بدوره، قال إيجور كوربونكوف، المسؤول في منطقة كورسك الروسية في منشور على “تليغرام”، اليوم الجمعة: إن القتال مستمر على بعد “عشرات الكيلومترات” من بلدة كورتشاتوف في جنوب روسيا، حيث توجد محطة كورسك النووية، وفق ما نقلت “العربية.نت”.

وأظهر مقطع مصور منشور على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، قافلة من الشاحنات العسكرية الروسية المحترقة على طريق بمنطقة كورسك، وبدا أن بعض الشاحنات تحتوي على جثث، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”؛ حيث ذكرت “رويترز” أن الفيديو التُقِط في قرية أوكتيابرسكوي، لكن لم تتمكن من تحديد توقيت تصويره.

لقطة من الفيديو الذي يظهر الشاحنات المحترقة

ولم يظهر سوى القليل من المعلومات الموثوقة حول العملية الأوكرانية المفاجئة، كما أن أهدافها الاستراتيجية غير واضحة، ورفض المسؤولون الأوكرانيون التعليق بشكل محدد على التوغل الذي يجري على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب غرب موسكو، لكن أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال يوم الخميس: إن الهجمات على المنطقة الحدودية ستجعل روسيا “تبدأ في إدراك أن الحرب تزحف ببطء داخل الأراضي الروسية”، كما اقترح ميخائيلو بودولياك أن العملية ستعمل على تحسين موقف كييف في حالة إجراء مفاوضات مع موسكو.

في السياق نفسه، قال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: إن القوات الأوكرانية واصلت “تقدمها السريع” في عمق منطقة كورسك، حيث يقال إنها وصلت إلى مسافة 35 كلم خارج الحدود.

وأضاف المعهد في وقت متأخر الخميس: “عدم وجود رد روسي متماسك على التوغل الأوكراني في كورسك، ومعدل التقدم الأوكراني المعلن يشير إلى أن القوات الأوكرانية تمكنت من تحقيق مفاجأة عملياتية”.

من جهته، اكتفى بيان لوزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، بالقول إن الجيش “يواصل صد محاولة الغزو”، ويرد بغارات جوية ومدفعية والقوات على الأرض.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسةي للمعارك في كورسك

من جهتها، واصلت أوكرانيا أيضًا استراتيجيتها المتمثلة في ضرب المناطق الخلفية بطائرات مسيرة بعيدة المدى، واستهداف المواقع العسكرية ومصافي النفط وغيرها من البنية التحتية، وقالت السلطات: إن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت منطقة ليبيتسك الروسية، التي تبعد حوالي 300 كلم عن الحدود الأوكرانية، ليل الخميس.

وقالت وزارة الطوارئ الإقليمية في ليبيتسك: إن حريقًا اندلع في مطار عسكري حيث تتمركز طائرات مقاتلة من بينها طائرات ميغ 29 وسو 34، كما قال حاكم ليبيتسك إيغور أرتامونوف إن بنية تحتية كهربائية غير محددة تضررت وأصيب تسعة أشخاص في الهجوم، من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم إسقاط 75 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، 19 منها فوق ليبيتسك.

في سياق آخر، سقط صاروخ أطلق من طائرة روسية على مركز تسوق أوكراني ظهر الجمعة فقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصاب 35 آخرين، وفقًا للسلطات؛ حيث يقع المركز التجاري في مدينة كوستيانتينيفكا بمنطقة دونيتسك شرقي البلاد.

وتصاعد دخان أسود كثيف فوقه بعد الغارة، قال رئيس منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين في منشور على تطبيق “تليغرام”: “هذا هجوم مستهدف آخر على مكان مزدحم، وعمل إرهابي آخر من قبل الروس”، حسب تعبيره.

شاركها.