أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم تجارية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تدعم سياسات مجموعة دول “بريكس”، في خطوة تصعيدية وصفها بأنها تهدف إلى مواجهة “السياسات المعادية للولايات المتحدة”. وجاء الإعلان عبر منشور نشره ترامب على منصة “تروث سوشيال”، حيث أكد بشكل قاطع أن الإجراء لا يشمل أي استثناءات.

وقال ترامب في منشوره: “سيتم فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على أي دولة تدعم السياسات المعادية لأمريكا والتي تتبناها بريكس. لن نسمح بقيام تكتلات اقتصادية تعمل ضد مصالح الولايات المتحدة دون رد مناسب”.

ويأتي هذا الإعلان بعد تصريحات للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي اعتبر أن ترامب يعارض توسع مجموعة “بريكس” لأنها تمثل تهديدًا متزايدًا للهيمنة الأمريكية في الاقتصاد العالمي. وقال لوكاشينكو في خطاب له: “ترامب يدرك أن بريكس قد تتحول إلى منافس اقتصادي وجيوسياسي حقيقي للولايات المتحدة، ولهذا يبادر بمثل هذه الإجراءات الوقائية”.

بوتين يؤكد: العالم يتغير وبريكس في صعود

الخطوة الأمريكية جاءت بعد سلسلة من التصريحات القوية من قادة مجموعة “بريكس”، وخاصة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ألقى خطابًا خلال الجلسة العامة لقمة المجموعة أكد فيه أن التكتل يزداد نفوذه عامًا بعد عام، وأصبح أحد المراكز المحورية في النظام العالمي الجديد.

وقال بوتين: “نرى جميعًا أن العالم يشهد تغييرات جذرية، حيث أصبح النظام أحادي القطب الذي كان يخدم مصالح ما يسمى بـ’المليار الذهبي’ شيئًا من الماضي”، في إشارة إلى الدول الغربية الغنية التي لطالما هيمنت على النظام الدولي.

وأكد أن “عملية تغيير النظام الاقتصادي العالمي تكتسب زخمًا متسارعًا”، مشددًا على أن مجموعة بريكس تواصل تعزيز مكانتها العالمية، سواء من حيث النفوذ السياسي أو الوزن الاقتصادي.

البريكس ومخاوف واشنطن

وتضم مجموعة “بريكس” كلًا من روسيا، والصين، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا، كما شهدت مؤخرًا توسعات بضم دول أخرى مثل مصر وإيران والإمارات والسعودية، ما عزز من حضورها كقوة اقتصادية وسياسية بديلة للمنظومات الغربية، لا سيما صندوق النقد والبنك الدولي.

ويرى مراقبون أن إجراءات ترامب الأخيرة تعكس قلقًا متزايدًا داخل الإدارة الأمريكية من تمدد بريكس كتحالف موازن للغرب، خاصة في ضوء تصريحات القادة المؤسسين بشأن التداول بالعملات المحلية وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في التبادلات الدولية.

شاركها.