أعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية، نقلاً عن مسؤولين محليين، أن منظومات الدفاع الجوي في طهران ومناطق أخرى غرب البلاد تصدّت، صباح اليوم الثلاثاء، لهجمات جويّة “معادية” باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة، ضمن تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب.
وأكد معاون الشؤون السياسية في محافظة بوشهر أن الأصوات المدوية فوق المدينة تعود إلى التصدي لهجوم جوي، مشيراً إلى مشاركة أنظمة الدفاع الجوي في محافظات مثل كرمانشاه وأهواز.
كما أفادت “تسنيم” بأن الدفاعات الجوية نشطت غرب العاصمة طهران، مستهدفة طائرات بدون طيار وصواريخ صغيرة، بالإضافة إلى تفعيل وحدات مماثلة في مشهد، قُم، وأذربيجان الغربية
ونقلت وكالات رسمية أخرى مثل “مهر” و”إيرنا” عن تفعيل المضادات في محيط نطنز النووية كرد فعل على قصف إسرائيلي سابق، مشيرة إلى إسقاط المقذوفات بنجاح.
وسجّل التلفزيون الرسمي الإيراني وإنفاذه الإعلامي أيضاً تنبيهات بتفعيل الدفاعات الجوية فوق هرمزكان، كرمانشاه، أذربيجان الغربية، لرستان، خوزستان، وبندر عباس جنوب البلاد، تشديداً على الشاملية والانتشار الواسع للرد العسكري الإيراني.
وتلك العمليات تأتي في سياق تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران منذ ضرب تل أبيب لمواقع نووية إيرانية وعلى رأسها نطنز، وردّت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة تجاه العمق الإسرائيلي، ما أدى إلى تفعيل منظومات “الباتريوت” الإسرائيلية والأميركية واعتراض عشرات المقذوفات . واستهدفت الردود الإيرانية طائرات إسرائيلية وصواريخ باليستية، مع نجاح الدفاعات المتقدمة في إيران بإسقاطها .
ويقول خبراء مستقلون إن الأنظمة الإيرانية مثل “خرداد‑15″ و”رعد” حققت مؤخراً مستويات أداء ملحوظة، سواء في التعامل مع صواريخ باليستية أو مسيّرات معادية، ما يدل على تحسين القدرات الدفاعية المحلية ، رغم تأثر قدرة إيران على استيراد المنظومات الخارجية بسبب الضغط الدولي .
وتعكس هذه المناورات الإيرانية قدرة عملياتية متنامية في حماية العمق المدني والصناعي، وتعد مؤشراً على ردع فعلي لدى طهران في مواجهة أي تصعيد إسرائيلي إضافي. وفي ظل استمرار الهجمات، يُنتظر أن يعتمد الصراع القادم على مدى فاعلية كل جهة في ضرب دفاعات الطرف الثاني والاستمرار في الردع المتبادل، مما يعمق المأزق الأمني في المنطقة.
ويواصل المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة والدول الغربية، دعواته لتهدئة الأوضاع، خشية انزلاق المواجهة إلى توسيع جغرافي خطير. إلا أن طهران تبدو متمسكة بسياسة الدفاع النشط، وربما تتحوّل الدفاع إلى هجوم مضاد في المراحل المقبلة، خصوصاً إذا تكررت الهجمات على منشآتها الحيوية.