تصاعد التوتر قبالة سواحل قطاع غزة، اليوم الاثنين، بعد إعلان النشطاء على متن سفينة “مادلين” عن تعرضهم لهجوم من طائرات مسيّرة إسرائيلية قامت بإلقاء مادة سائلة بيضاء اللون ومجهولة التركيب على سطح السفينة، مؤكدين اصطدام إحدى المُسيّرات بجسد السفينة.

وذكر النشطاء، عبر تصريحات لوسائل إعلام دولية، أنهم امتنعوا عن لمس المادة المنتشرة خشية أن تكون سامة أو خطيرة، بينما بدأوا توزيع جوازات سفرهم على بعضهم تحسبًا لسيناريو الاقتحام الكامل من قبل قوات الاحتلال، وذلك في الوقت الذي كانوا يقتربون فيه من المياه الإقليمية لغزة.

وفي تطور ميداني لاحق، اقتحمت زوارق تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سفينة “الحرية” المحملة بالمساعدات الإنسانية، والتي تُعد جزءًا من “أسطول الحرية” المتجه نحو القطاع في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.

توثيق المواجهة رغم التعتيم

لقطات بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت لحظة محاصرة السفينة من قوارب الاحتلال، وسط هتافات التضامن مع غزة، في مشهد يعيد للأذهان عمليات القرصنة البحرية الإسرائيلية لسفن إغاثية سابقة، أبرزها سفينة “مرمرة” التركية عام 2010.

وكانت السفينة قد انطلقت بمشاركة عدد من النشطاء الدوليين البارزين، من بينهم النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة البيئية السويدية الشهيرة جريتا ثونبرج، في رحلة سلمية تهدف إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.

وفي تصريح لوكالة “فرانس برس”، أكدت النائبة ريما حسن، أن على متن السفينة يوجد 12 مدنيًا لا يحملون أي سلاح، مشيرة إلى أن “الاحتلال قد يعمد إلى قطع الإنترنت والاتصالات في أي لحظة”، بهدف منع توثيق الاعتداءات.

تهديدات الاحتلال ورفض دولي للتراجع

وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس أعلن أنه أصدر أوامره الصريحة للجيش بمنع السفينة من الوصول إلى غزة، قائلاً: “عودوا أدراجكم لأنكم لن تصلوا إلى هناك”. وهو ما قوبل برفض قاطع من تحالف “أسطول الحرية”، الذي حذر في بيان رسمي من “اعتراض واعتداء محتمل من قبل إسرائيل”، داعيًا حكومات الدول المشاركة لحماية مواطنيها من أي انتهاك للقانون الدولي.

ويشارك في الرحلة متضامنون من عدة دول بينها ألمانيا، فرنسا، تركيا، البرازيل، السويد، هولندا وإسبانيا، في خطوة رمزية تهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى الكارثة الإنسانية في غزة.

استهداف رفح واستشهاد مدنيين

وفي سياق متصل، أعلنت مصادر طبية في غزة استشهاد عشرة فلسطينيين على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في غارات إسرائيلية استهدفت منطقة قُرب دوار العلم غرب مدينة رفح، حيث كانت آلاف العائلات تتجمع للحصول على مساعدات غذائية من مركز توزيع أمريكي.

وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن طواقم الإنقاذ انتشلت “خمسة شهداء وعشرات المصابين”، بعضهم أصيب برصاص قوات الاحتلال أثناء عمليات القصف والتوزيع، وسط تحذيرات من انهيار النظام الصحي بسبب ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى وتراجع القدرات التشغيلية للمستشفيات.

وتواصل إسرائيل منذ أشهر شنّ هجمات مكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، ما تسبب في سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، في وقت تحذر فيه منظمات حقوقية دولية من وقوع مجازر جماعية وانهيار البنية التحتية الصحية والغذائية في القطاع المحاصر.

شاركها.