أكد مكتب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن يوم الأحد تشخيص إصابته بنوع عدواني من سرطان البروستاتا. في وقت عبر فيه أطباء عن استغرابهم من تأخر تشخيصه. فما سرطان البروستاتا؟ وما أعراضه؟

وذكر بيان مكتب بايدن: “في الأسبوع الماضي، خضع الرئيس جو بايدن لفحص طبي للكشف عن وجود عقدة في البروستاتا بعد معاناته من أعراض بولية متزايدة. يوم الجمعة، شخصت إصابته بسرطان البروستاتا، الذي يتميز بدرجة 9 على مقياس غليسون (المجموعة الخامسة) مع انتشار ورم خبيث في العظام”.

ويقول الأطباء إنهم مصدومون من عدم اكتشاف السرطان مبكرا، خاصة أن بايدن كان قد أبلغ مؤخرا عن مشاكل في المسالك البولية، وهي علامة تحذيرية معروفة.

وتم اكتشاف عقدة صغيرة أثناء الفحص البدني، وتم لاحقا منح السرطان درجة غليسون 9، وهي إشارة إلى شكل حاد وسريع النمو من المرض.

وقال الدكتور مارك سيجل، كبير المحللين الطبيين في قناة فوكس نيوز: “هذا هو السرطان الوحيد لدى الرجال الذي يتم تدريب الجميع في المجتمع الطبي على الانتباه له”.

وأضاف أنه على الرغم من أن بايدن لا يبدو أن لديه العديد من عوامل الخطر، فإن عمره وحده جعله أكثر عرضة لخطر الإصابة بشكل كبير.

وأشار بعض المعلقين إلى أن السرطان ربما يكون قد تطور لبعض الوقت، نظرا لحالته المتقدمة.

ما سرطان البروستاتا؟

البروستاتا، غدة جنسية للذكور تنتج سائلا أبيض يختلط به السائل المنوي في الخصيتين، تقع بين القضيب والمثانة. يحدث سرطان البروستاتا عندما تنمو خلايا هذه المنطقة بشكل خارج عن السيطرة.

وسرطان البروستاتا هو سرطان بطيء التطور عادة، وفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. والأسباب الدقيقة لهذا السرطان غير معروفة، ولكن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، ويعتقد أن هناك بعض المخاطر الوراثية.

كيف يجري الأطباء اختبار سرطان البروستاتا؟

يمكن للأطباء تشخيص السرطان من خلال فحص دم مستضد البروستاتا النوعي “بي إس إيه” (PSA)، والذي يمكن أن يساعد في تشخيص السرطان في مراحله المبكرة.

فإذا كان مستوى “بي إس إيه” أعلى من 10، فإن احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا يزيد على 50%، وفقا للجمعية الأميركية للسرطان.

ومع ذلك، يمكن أن يشير ارتفاع مستوى “بي إس إيه” إلى عدد من الحالات غير السرطانية، ولا تستخدم هذه الاختبارات بشكل روتيني في العديد من البلدان.

وقد يجري الأطباء أيضا تصويرا بالرنين المغناطيسي للبروستاتا أو خزعة لتأكيد التشخيص.

علامات سرطان البروستاتا التي ينبغي على أي رجل عدم تجاهلها

نظرا لأن سرطان البروستاتا، كغيره من أنواع السرطان، يعالج بشكل أفضل في مراحله المبكرة، ينصح الخبراء جميع الرجال البالغين بالانتباه إلى التغيرات التي قد تكون علامة على المرض.

ونظرا لموقع البروستاتا -يقع أسفل المثانة، ويلتف حول مجرى البول- فغالبا يسبب أعراضا بولية، ومن أكثر العلامات شيوعا لوجود خلل في البروستاتا هو تغير وتيرة التبول.

وفي حين أن كمية التبول قد تختلف اختلافا كبيرا -أي ما بين 4 و10 مرات تقريبا يمكن اعتباره أمرا طبيعيا- فإن هذه الزيادة الملحوظة تشير إلى ضرورة إدراك الرجال لها.

وقد تكون الرغبة المفاجئة في التبول -كالحاجة إلى التسرع في الذهاب إلى الحمام- علامة على وجود مشكلة، وقد يصاحب ذلك صعوبة في بدء التبول.

ومن الأعراض أيضا الإجهاد أو استغراق وقت طويل لإفراغ المثانة، وضعف تدفق البول عن المعدل الطبيعي، والشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل.

ويجب أيضا مراجعة الطبيب فورا عند وجود دم في البول أو السائل المنوي.

ولا تعني هذه الأعراض عادة إصابة الرجل بسرطان البروستاتا، ففي أغلب الأحيان، قد تكون مجرد علامة على وجود مشاكل حميدة في البروستاتا تصيب أكثر من نصف الرجال.

مع ذلك، يجب فحصها من قبل طبيب عام، وإذا لم يتم تحديد سبب، فيجب إحالتها إلى طبيب مسالك بولية خبير.

وتشمل علامات السرطان المتقدم الذي قد يكون انتشر: ألما في العظام والظهر، وفقدان الشهية وفقدانا غير متوقع للوزن، وإرهاقا، وألما في الخصيتين.

علاج سرطان البروستاتا

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بإزالة البروستاتا أو الخضوع للعلاج الإشعاعي، وكلاهما يسبب عددا من الآثار الجانبية، والتي قد تشمل ضعف الانتصاب ومشاكل كثرة التبول.

في حالة بايدن، نظرا لطبيعة السرطان العدوانية، في مرحلته الخامسة، وانتشاره بالفعل إلى العظام، فإن خيارات علاجه محدودة. على الرغم من توفر علاجات طبية، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني، إلا أن أيا منها لا يشفي تماما، وفقا للأطباء.

وإذا تم اكتشاف السرطان مبكرا، ولم يسبب أعراضا، فقد يقترح الأطباء اتباع نهج المراقبة النشطة.

ويمكن علاج بعض حالات سرطان البروستاتا في المراحل المبكرة، ويشمل العلاج إزالة البروستاتا جراحيا، والعلاج الإشعاعي.

فإذا انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم ولم يشف، يركز العلاج على إطالة العمر وتخفيف الأعراض.

يمكن للمراحل المتقدمة من سرطان البروستاتا، مثل سرطان بايدن، أن تحد بشكل كبير من متوسط ​​العمر المتوقع للشخص، وتؤدي إلى أعراض تؤثر على حياته اليومية.

شاركها.