أكد طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي لـ” اليوم”، أن مرض الذئبة الحمراء هو مرض مناعي ذاتي مزمن وغير معد، ويمكن أن يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، ويحدث عندما يقوم الجهاز المناعي (الذي يساعد عادة على حماية الجسم من العدوى والأمراض)، بمهاجمة أنسجته الذاتية كما لو كانت أنسجة غريبة مما يسبب التهابًا، وفي بعض الحالات يسبب تلفًا دائمًا للأنسجة، فيؤثر بذلك على الجلد والمفاصل والقلب والرئة والكلى وخلايا الدم والدماغ.
وقال شاولي تزامنًا مع يوم الذئبة الحمراء الذي يصادف اليوم العاشر من مايو 2025 ، إن هناك أنواع الذئبة الحمراء وهي :

  • الذئبة الحمراء الجهازية، وهي أكثر أنواع الذئبة شيوعًا، وتعد أحد أمراض المناعة الذاتية، وتؤثر غالبًا على معظم أعضاء الجسم المختلفة.
  • الذئبة الجلدية، وهي نوع من الذئبة يصيب الجلد على شكل طفح جلدي، ويظهر عادةً في الأماكن التي يتعرض فيها الجلد لأشعة الشمس.
  • الذئبة الناتجة عن الأدوية، وتحدث نتيجة لرد فعل مبالغ فيه تجاه استخدام بعض الأدوية، وتظهر الأعراض عادةً بعد 3 إلى 6 أشهر من بدء تناول الدواء، وتختفي بمجرد إيقاف الدواء.
  • الذئبة الوليدية، وهي نوع نادر يحدث عندما يكتسب الرضيع بشكل سلبي الأجسام المضادة الذاتية من الأم المصابة بمرض الذئبة الحمراء.

أمراض المناعة الذاتية

وعن سبب المرض تابع بقوله: تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يهاجم الجهاز المناعي في الجسم أنسجته الخاصة، والسبب غير معروف، لكن بعض العوامل قد تؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة، مما يسبب المرض.

الدكتور هيثم محمود شاولي

وتشمل هذه العوامل: الجينات، البيئة مثل: الالتهابات الفيروسية، وأشعة الشمس، وبعض الأدوية، والتدخين، والتأثيرات المناعية والالتهابية، وتعني أن الجسم قد لا يقوم بالتخلص من الخلايا التالفة بشكل طبيعي، مما يحفز جهاز المناعة فيقوم بمهاجمة الجسم.
وحول الفئات الأكثر عرضة للإصابة أضاف: تصاب النساء به أكثر من الرجال، ومع ذلك يمكن لأي شخص أن يصاب به، ويحدث غالبًا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عامًا، ولكن يمكن أن يحدث في مرحلة الطفولة أو في وقت لاحق من الحياة، وأيضا التاريخ العائلي للإصابة بالذئبة أو أي مرض من أمراض المناعة الذاتية الأخرى يزيد من فرض الإصابة به.

أعراض الذئبة الحمراء

وفيما يتعلق بالأعراض، أوضح أنه قد تظهر العلامات والأعراض فجأة أو قد تتطور ببطء وتكون خفيفة أو شديدة، ويمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة، ويمر معظم المصابين بها بنوبات، حيث يعانون فترات من المرض التي تزداد وتسوء فيها الأعراض لفترة، ثم فترات أخرى تتحسن أو تختفي فيها الأعراض تمامًا.
وتختلف العلامات والأعراض باختلاف أنظمة الجسم المتأثرة والتي تشمل:

  • ألم وتصلب وتورم المفاصل.
  • الإرهاق الشديد والحمى، آلام بالعضلات.
  • تغير بالوزن إما بالزيادة وإما بالنقصان.
  • تساقط الشعر.
  • قروح في الفم والأنف.
  • طفح على الوجه (على شكل فراشة) أو في أماكن أخرى من الجسم.
  • ألم في الصدر أو البطن.
  • تورم الغدد، عادة في الرقبة أو الإبط أو الفخذ.
  • ضعف وظائف الكلى.
  • حساسية الشمس أو الضوء.
  • التهاب أو جفاف في العين.
  • الصداع وفقدان الذاكرة.
  • تحول أصابع اليدين أو القدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض إلى البرد أو في أثناء فترات الضغط النفسي.

علاج الذئبة الحمراء

وعن العلاج، خلص د.شاولي إلى أنه لا يوجد علاج نهائي، لكن تغيير نمط الحياة وتناول أدوية معينة يمكن أن يساعد في السيطرة عليها.
وتشمل هذه الأدوية مسكنات الألم، الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، الأدوية المثبطة للمناعة، ولا توجد طريقة لمنع مرض الذئبة، لكن يمكن التقليل من الإصابة بها، وذلك بتجنب المحفزات مثل: أشعة الشمس، التوتر، التدخين، قلة النوم وغيرها.
وهناك بعض الإرشادات للمصابين بالذئبة الحمراء منها الحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن، بما في ذلك فيتامين (د)، والكالسيوم، التعرف على علامات التحذير من النوبة لتقليلها ومنعها مثل: زيادة التعب، وتورم المفاصل، أو الألم ، تناول الأدوية الخاصة على النحو الموصوف، النوم الصحي ، ممارسة النشاط البدني بانتظام ، تجنب الإجهاد والتوتر، وتجربة تقنيات الاسترخاء.
ولمنع تفاقم الأعراض، استخدام واقي من الشمس وارتداء قبعة عند الخروج في الشمس، تجنب التعرض لأشعة الشمس أو الجلوس في ضوئها المباشر، التوقف عن التدخين بالنسبة للمدخنين.

شاركها.