استعرض برنامج صباح الخير يا مصر في حلقته اليوم الذكرى الخامسة لرحيل  الشيخ محمد محمود الطبلاوي، أحد أبرز أعلام دولة التلاوة في مصر والعالم العربي، والذي وصفه الكاتب الراحل محمود السعدني بـ”آخر حبة في مسبحة دولة التلاوة”، وأطلق عليه كثيرون لقب “ظاهرة العصر” في تلاوة القرآن الكريم.

 

طفولة قرآنية مبكرة وميلاد موهبة فذة

وُلد الشيخ الطبلاوي في 14 نوفمبر عام 1934، الموافق 11 رمضان، بمحافظة المنوفية، حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في سن العاشرة، وبدأ يتلوه أمام الناس وهو في الثانية عشرة من عمره. وقد لفت الأنظار منذ أولى تلاواته، حتى دعاه عمدة قريته لإحياء حفل قرآني كان أول مناسبة يحصل فيها على أجر، كما ذكر الشيخ لاحقًا: “كانت المرة الأولى التي أحصل بها على أجر وكان 5 قروش من عمدة القرية”، ومنذ ذلك اليوم أصبح القارئ المفضل للعديد من العائلات الكبرى.

50 عامًا من العطاء.. وسفير للقرآن حول العالم

امتدت رحلة الشيخ الطبلاوي مع القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن، زار خلالها نحو 80 دولة حول العالم، سواء بدعوات خاصة أو كمبعوث من وزارة الأوقاف أو الأزهر الشريف. كما مثّل مصر في المحافل القرآنية العالمية، وعمل محكمًا في العديد من المسابقات الدولية لحفظة القرآن.

تكريمات وأوسمة تقديرًا لصوته وإخلاصه

نال الشيخ الطبلاوي خلال مسيرته عددًا كبيرًا من الأوسمة والتكريمات، أبرزها وسام من الجمهورية اللبنانية في احتفال رسمي بليلة القدر، تكريمًا لجهوده في خدمة كتاب الله وتلاوته بصوت نادر وموهبة فريدة.

وفاته وإنكار الشائعات.. وتخليد اسمه في الأزهر

وقبيل وفاته، تكررت الشائعات التي تداولت خبر رحيله أكثر من مرة، وكان الشيخ بنفسه يخرج لينفيها بصوته الهادئ المميز. إلا أنه في يوم 5 مايو 2020، الموافق 21 رمضان 1441 هـ، توفي الشيخ محمد محمود الطبلاوي عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد أن ترك إرثًا ضخمًا من التلاوات الخاشعة والتسجيلات النادرة.

وفي لفتة تكريمية تليق بمكانته، قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إطلاق اسم الشيخ الراحل على “معهد مدينة تلا الأزهري” بمحافظة المنوفية، مسقط رأسه، تخليدًا لذكراه وتقديرًا لعطائه الكبير في خدمة القرآن الكريم.

شاركها.