أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، تشكيكًا كبيرًا في نوايا روسيا بشأن وقف إطلاق النار المقترح بمناسبة احتفالاتها بيوم النصر في التاسع من مايو.
وقال زيلينسكي أوكرانيا لا يمكنها الوثوق في موسكو، خصوصًا في ضوء التصعيد الميداني المستمر على الأرض. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده زيلينسكي في العاصمة التشيكية براغ، إلى جانب نظيره التشيكي بيتر بافيل.
وصرح زيلينسكي قائلًا: “هذا ليس التحدي الأول، وليست هذه الوعود الأولى من روسيا بشأن وقف إطلاق النار.. نحن نعرف مع من نتعامل، ولا نصدقهم”، في إشارة إلى سلسلة الوعود الروسية السابقة التي يرى الجانب الأوكراني أنها لم تُحترم.
كما شدد على أن الواقع الميداني لا يعكس أية نوايا روسية حقيقية للتهدئة، مشيرًا إلى أن الجيش الأوكراني سجل أكثر من 200 هجوم روسي خلال يوم السبت وحده، وهو أعلى رقم خلال الأشهر الأخيرة.
وكان الكرملين قد طرح مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، اعتبره محاولة لاختبار مدى استعداد أوكرانيا للسلام.
إلا أن كييف رأت في التوقيت والنوايا الروسية استمرارًا في استغلال المبادرات السلمية لكسب الوقت ميدانيًا. وأوضح زيلينسكي أن “الحديث عن هدنة جزئية يتزامن مع تكثيف العمليات القتالية، ولا يوجد أي ثقة في الجانب الروسي”.
وسبق لموسكو أن أعلنت عن هدنة قصيرة خلال عيد الفصح في أبريل الماضي، وهو الإعلان الذي أدى حينها إلى تراجع نسبي في حدة القتال، رغم تسجيل عدة خروقات.
كما رفضت روسيا في مارس الماضي مقترحًا أمريكيًا أوكرانيًا لوقف إطلاق النار غير مشروط لمدة ثلاثين يومًا، ما فسره مسؤولون في كييف على أنه استمرار في خيار الحسم العسكري.
وخلال زيارته الرسمية إلى براغ، أعلن زيلينسكي أن بلاده تجري مشاورات مع الحكومة التشيكية لإنشاء مركز مشترك لتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة مقاتلات “إف-16” الأمريكية، في ظل صعوبة إقامة هذه المراكز داخل الأراضي الأوكرانية نتيجة الأوضاع الأمنية الراهنة.
وأكد أن اجتماعا سيعقد الاثنين مع شركات الصناعات الدفاعية التشيكية، على أن يتم الإعلان لاحقًا عن تفاصيل التعاون في هذا المجال، الذي يُعد من أولويات الدعم الغربي لكييف في مواجهة روسيا.