دشن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون “مدمرة بحرية جديدة متعددة الأغراض” أنجزتها بلاده، واصفا إياها بأنها “تقدم كبير نحو هدفه المتمثل في توسيع النطاق العملياتي وقدرات الضربات الاستباقية” لجيشه المسلح نوويا.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الرسمية لكوريا الشمالية اليوم السبت عن جو تشون ريونغ، وهو مسؤول في حزب العمال الحاكم، قوله إن المدمرة “تزن 5 آلاف طن مجهزة بأقوى الأسلحة” واستغرق بناؤها 400 يوم تقريبا بشكل مثالي بقوتنا وتقنيتنا”.

وأفادت أن كيم حضر حفل إطلاق السفينة الحربية التي أطلق عليها اسم “تشوي هيون” تيمنا بمقاتلة كورية شمالية مُتقاعدة ضد اليابان، هي سفينة من فئة المدمرات، استغرق بناؤها أكثر من عام.

وأضافت الوكالة أن المدمرة الجديدة “حظيت بشرف خضوعها للفحص الأول من قبل الزعيم كيم في حفل الإطلاق، الذي أقيم في حوض نامفو لبناء السفن على الساحل الغربي للبلاد أمس الجمعة”.

رسائل

وفي كلمته بهذه المناسبة اعتبر كيم تعزيز الأسلحة “ردا على تهديدات الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا، الذين يوسِّعون التدريبات العسكرية المشتركة”، وسط تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

كما اعتبر أن اقتناء غواصة تعمل بالطاقة النووية سيكون خطوته الكبيرة التالية في تعزيز أسطوله البحري. وأضاف أن المدمرة ستسلم إلى البحرية مطلع العام المقبل حيث ستبدأ الخدمة الفعلية.

كما اتهم واشنطن بـ “بإجراء مناورات عدوانية تحاكي ضربات نووية ضد الشمال من خلال عملياتها العسكرية المشتركة مع الجنوب”. واصفا إياها بأنها “استعدادات للحرب”. وتعهد “بالرد بحزم على هذه الأزمة الجيوسياسية والتطورات الجارية”، وفقًا لخطابه الذي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية.

الابنة جو آي في حديث هامس مع أبيها الزعيم كيم لدى تدشين المدمرة الحربية الجديدة (الأوروبية)

حضور الابنة

وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام الرسمية كيم، برفقة ابنته جو آي، وهما يتلقيان ترحيبا حارا من أفراد البحرية الذين يرتدون الزي الأبيض أمام المدمرة الحربية الجديدة، مع نثر قصاصات ورقية ملونة على الأرض.

كما صُوّرت الابنة جو آي، التي يعتبرها العديد من الخبراء الخليفة المحتملة لِكيم، وهي تهمس لوالدها الذي يرتدي بدلة سوداء رسمية أمام السفينة.

قدرات

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن المدمرة الجديدة تعد الأولى من نوعها ضمن فئة جديدة من السفن الحربية المدججة بالسلاح، ومصممة للتعامل مع أنظمة أسلحة متنوعة، بما في ذلك الأسلحة المضادة للطائرات والبحرية، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز القادرة على حمل رؤوس نووية.

ونظرا لحجمها، يعتقد الخبراء أن السفينة قادرة على حمل صواريخ سطح-أرض وصواريخ جو-أرض، حيث أفادت وكالة “إن كيه نيوز” المتخصصة أنه “من المرجح أن تكون مجهزة بصواريخ نووية تكتيكية قصيرة المدى”.

توالٍ

ويأتي كشف كوريا الشمالية عن السفينة الحربية الجديدة في أعقاب كشفها في مارس/آذار عن غواصة تعمل بالطاقة النووية قيد الإنشاء.

يأتي هذا الإعلان بعد حوالي شهر من إشراف كيم على اختبار طائرات بدون طيار انتحارية واستطلاعية جديدة مزودة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من المخاوف بشأن تعميق التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وموسكو.

ومع ذلك، يتساءل بعض الخبراء عما إذا كانت الدولة الفقيرة والمعزولة إلى حد كبير قادرة على تطوير مثل هذه القدرات المتقدمة دون مساعدة خارجية.

وكانت الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية من بين قائمة واسعة من الأسلحة المتقدمة التي تعهد كيم بتطويرها في مؤتمر سياسي كبير عام 2021، مشيرا إلى تزايد التهديدات التي تقودها الولايات المتحدة.

وشملت قائمة أمنياته أيضًا صواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأقمار تجسس، وصواريخ متعددة الرؤوس الحربية.

ومنذ ذلك الحين، أجرت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب التي تهدف إلى اكتساب هذه القدرات.

وازدادت التوترات الإقليمية مع استمرار كيم في التباهي بقدراته النووية العسكرية والتحالف مع روسيا بشأن حرب الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

ويخشى المسؤولون الكوريون الجنوبيون من أن تحصل بيونغ يانغ، في المقابل، على مساعدات اقتصادية وتكنولوجيا عسكرية متطورة لمواصلة تطوير برامجها العسكرية.

بانتظار ترامب

من جانبها كثفت واشنطن -الحليف الأمني ​​الرئيسي لـ”سول” في السنوات الأخيرة التدريبات العسكرية المشتركة وعززت وجود الأصول الأميركية الإستراتيجية، مثل حاملة طائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية، حول شبه الجزيرة الكورية لردع الشمال.

وأعلنت بيونغ يانغ مرارا وتكرارًا أنها دولة نووية “لا رجعة فيها”، وتندد باستمرار بالتدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية باعتبارها تدريبات على الغزو.

وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي التقى كيم 3 مرات خلال إدارته الأولى، هذا الشهر بأنه على “تواصل” مع كيم ويعتزم “القيام بشيء ما في مرحلة ما “، وفقا لوكالة أنباء كوريا الجنوبية.

انهارت قمة بين الزعيمين في هانوي عام 2019 بسبب خلافات حول تخفيف العقوبات وما قد تقدمه بيونغ يانغ في المقابل.

وتحول تركيز كيم في السياسة الخارجية منذ ذلك الحين إلى روسيا، التي زودها بالأسلحة والأفراد العسكريين لدعم حربها في أوكرانيا.

ويرى يانغ مو جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول أن إطلاق المدمرة الجديدة “يتضمن نية التأكيد على أن التخلي عن الأسلحة النووية غير ممكن بالنسبة لكيم الذي يطرح شروطا مسبقة لمفاوضات مستقبلية محتملة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة”. 

شاركها.