مع دخول الحرب عامها الثالث، واستمرار المواجهات بين قوات الجيش والدعم السريع، أعلنت القوات المسلحة السودانية السيطرة على مناطق رئيسية جنوب غربي أم درمان.
وأفادت قوات الجيش في بيان لها على منصة «إكس»، اليوم (الأربعاء)، أن قوات العمل الخاص ضبطت أموالاً مزورة واستلمت منظومة تشويش، ومسيّرات ومدافع خلّفتها قوات الدعم السريع عقب دحرها وتطهير المنازل والممتلكات العامة والخاصة غرب أم درمان.
واعتبر خبراء عسكريون أن الجيش نجح في الربط بين قواته في غرب أم درمان، وهي منطقة عمليات عسكرية نشطة كانت قوات الدعم السريع توجد في عدد من الأماكن فيها، كمنطقة أحياء قندهار وأحياء أمبدة الكبرى. وأكد هؤلاء أن قوات الجيش تقترب من السيطرة بالكامل على المنطقة الغربية في أم درمان.
وأفاد شهود عيان بأن الجيش استخدم فرقاً خاصة منها قوات العمل الخاص، وهي ذات مهمات معينة في حرب المدن. وأضافوا أن منطقة المرخيات تعتبر موقعاً إستراتيجياً غرب أم درمان يتقدم من خلاله الجيش نحو مناطق الدعم السريع في الاتجاه الغربي والجنوبي.
وحققت قوات الجيش السوداني خلال الشهرين الماضيين مكاسب مهمة، خصوصا في العاصمة الخرطوم، وسيطرت على مواقع إستراتيجية ومقرات وزارات وقنصليات.
في غضون ذلك، تفاقمت الأزمة الإنسانية في جنوب السودان، وعبرت منسقة الشؤون الإنسانية أنيتا كيكي غبهو، عن قلقها العميق حيال التصعيد السريع للعنف الذي يجتاح المنطقة.
وقالت خلال زيارتها مدينة ملكال (عاصمة ولاية أعالي النيل) إن الزيارة كشفت مأساة إنسانية متزايدة جراء النزاع المستمر، إذ استمعت إلى شهادات حية تؤكد تأثير العنف على المدنيين، من بينهم النساء والأطفال، الذين يعانون في ظل هذا النزاع المستمر.
ويشهد جنوب السودان منذ مارس الماضي تصاعدا خطيرا في الاشتباكات العسكرية والقصف المدفعي بين الأطراف المتنازعة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 180 شخصا، إضافة إلى إصابة أكثر من 250 آخرين بجروح متفاوتة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في البلاد، بحسب بيان للأمم المتحدة.
وتحدثت عن نزوح جماعي، إذ فر نحو 125 ألف شخص من مناطقهم بحثا عن الأمان، مما يضع ضغوطا إضافية على المخيمات الإنسانية والمنظمات المعنية.
وأفادت بأن العنف طال العاملين في المجال الإنساني، ولقي 4 من العاملين في الإغاثة حتفهم أثناء أداء مهماتهم الإنسانية، بينما اضطرت 6 منشآت صحية إلى الإغلاق بسبب القصف والهجمات على المرافق الصحية.