تشير التقارير إلى أن المملكة حققت في عام 2023 علاج 80% من المصابين بالفيروس، مما يعد قفزة نوعية في جهود الصحة العامة.
أهداف طموحة مستقبلية
ووضعت المملكة أهدافًا طموحة للسنوات المقبلة ضمن استراتيجيتها الشاملة للقضاء على فيروس الكبد ج، وتشمل هذه الأهداف الوصول بحلول عام 2025 إلى تخفيض الوفيات الناتجة عن الفيروس بنسبة 65%، وتشخيص 90% من الإصابات بحلول عام 2026، سواء كانت كامنة أو ظاهرة.
كما تهدف إلى تخفيض الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 80% بحلول عام 2030.
استثمارات صحية شاملة
وتعكس هذه الخطط الطموحة رؤية المملكة نحو مستقبل خالٍ من الأمراض، وتسعى لتحقيق أعلى مستويات الصحة والسلامة لمواطنيها والمقيمين فيها.
وتواصل المملكة الاستثمار في البرامج الصحية والبنية التحتية الطبية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والجهات الصحية لتحقيق هذه الأهداف.
ومع الدعم المستمر من القيادة الرشيدة والجهود المشتركة من قبل جميع القطاعات المعنية، ستساهم هذه الجهود في تحقيق الأهداف الطموحة.
القضاء على الفيروس
وقال استشاري الطب الباطني والمستشفيات د. علي بالحارث لـ “اليوم”: “الخطة الاستراتيجية للمملكة لمعالجة فيروس التهاب الكبد الوبائي (HCV) هي مبادرة صحية عامة جديرة بالثناء تتماشى مع الأهداف العالمية للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي كتهديد للصحة العامة.
يعد تحقيق علاج 80٪ من الأفراد المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي معلمًا رئيسيًا، ويشير هذا إلى التنفيذ الناجح لبرامج الفحص والعلاج، وهو أمر ضروري للسيطرة على الفيروس.
ومع توفر العلاجات المضادة للفيروسات الفعالة، مثل الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر (DAAs)، يمكن أن يؤدي الوصول إلى هذا المستوى من العلاج إلى انخفاض كبير في الانتشار العام للفيروس.
كما يساعد على منع المضاعفات المرتبطة بالعدوى المزمنة، مثل تليف الكبد وسرطان الخلايا الكبدية”.
أهمية التشخيص المبكر
وأضاف بالحارث: “التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية للإدارة الفعالة لفيروس التهاب الكبد الوبائي وعلاجه.
من خلال السعي إلى تحقيق معدل تشخيص بنسبة 90٪، تسعى المملكة لتحديد كل من الحالات الكامنة والظاهرة لمنع المزيد من انتقال العدوى. ومن المرجح أن يتضمن هذا الهدف تعزيز مبادرات الفحص، بما في ذلك حملات التوعية العامة، والاختبار الروتيني في أماكن الرعاية الصحية، والتواصل المستهدف مع الأفراد المعرضين للخطر.
وستسهل زيادة معدلات التشخيص التدخل في الوقت المناسب، مما يقلل من خطر المضاعفات المرتبطة بالكبد ويساهم في التحسين العام لصحة الأفراد. يعد الحد من الوفيات المرتبطة بفيروس التهاب الكبد الوبائي بنسبة 65٪ هدفًا حيويًا يؤكد على أهمية ليس فقط علاج العدوى ولكن أيضًا إدارة آثارها على المدى الطويل.
سيكون لهذا الانخفاض في الوفيات آثار كبيرة على تكاليف وموارد الرعاية الصحية، لأنه يمنع الحاجة إلى الرعاية والعلاج المتقدمين لأمراض الكبد في المرحلة المتأخرة. الانخفاض بنسبة 80٪ في الإصابات الجديدة بحلول عام 2030 يهدف إلى الحد بشكل كبير من معدل الإصابات الجديدة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، وهو أمر ضروري لتحقيق حالة القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (HCV).
مبادرة المملكة للقضاء على التهاب الكبد الوبائي C هي مسعى مهم للصحة العامة يمكن أن يكون بمثابة نموذج للدول الأخرى. من خلال التركيز على العلاج والتشخيص والحد من الوفيات والوقاية من الإصابات الجديدة، تتخذ المملكة خطوات شاملة نحو مستقبل خالٍ من الأعباء الصحية المرتبطة بفيروس التهاب الكبد الوبائي.”
جهود صحية مستمرة
من جهتها، أكدت د. عائشة العصيل، استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبد الرحمن، على حرص الحكومة على صحة المواطنين والمقيمين وجودة الحياة، مشيرة إلى الجهود المبذولة في الحد من انتشار فيروس الكبد الوبائي ج بما في ذلك الحملات الرقابية في صالونات الحلاقة والمشاغل النسائية لضمان الالتزام بالضوابط الصحية ومنع استخدام الأدوات المشتركة.
أهداف صحية طموحة
وأشارت “العصيل” إلى أهمية الأهداف الطموحة التي وضعتها المملكة وتشمل علاج 80% من المصابين بحلول عام 2023، وتخفيض الوفيات بنسبة 65% بحلول عام 2025، وتشخيص 90% من الإصابات سواء الكامنة أو الظاهرة بحلول عام 2026، وتخفيض الإصابات الجديدة بنسبة 80% بحلول عام 2030.