استخدم مشعلو الحرائق أساليب بدائية لتدمير كابلات الألياف الضوئية في صناديق الإشارات على طول خطوط السكك الحديدية عالية السرعة في فرنسا، لكن وقْع محاولة تعطيل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس كان شديدا، وشكل بداية مهزوزة لما وصفت بأنها أكبر عملية أمنية في زمن السلم على الأراضي الفرنسية.

وقال جان بيير فاراندو، الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية الفرنسية (سي إن سي إف) معلقا على عملية الإصلاح “إنها مهمة أمنية ضخمة إنها دقيقة، إنها سلك تلو الآخر يتعين علينا إصلاح كل هذه الكابلات التي تضررت واحترقت”.

ورغم كل مزاعم كبار الساسة الفرنسيين، بما في ذلك عمدة باريس آن هيدالغو، بأن الهجوم لم يكن ذا صلة باحتفال ليلة الجمعة على نهر السين، كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من بين أولئك الذين اضطروا إلى تغيير خطط سفرهم، بعد أن كان ينوي ركوب قطار يوروستار لكنه اضطر إلى الطيران.

إجراءات مشددة

وقالت شركة السكك الحديدية الفرنسية إنها ستشدد الإجراءات الأمنية حول البنية التحتية بشكل عاجل “بالتنسيق مع قوات القانون والنظام”، وبالفعل تم نشر 45 ألف شرطي ودركي في الشوارع، ولا تزال المطاردة جارية لضمان تحقق العدالة.

وتساءلت الغارديان عمن كان وراء ذلك، بينما تسعى المدعية العامة في باريس لور بيكو إلى تجميع أجزاء اللغز، وأعلنت أنها ستتولى التحقيق في “كل الأضرار المتعمدة التي لحقت بمواقع سي إن سي إف”، في حين قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن قوات الأمن “تأمل في إجراء اعتقالات سريعة”.

ومن جانبه حذر رئيس الوزراء غابرييل أتال من التكهنات حول هوية الجناة، وقال: “بدأ التحقيق، وأدعو الجميع إلى توخي الحذر”.

وأضاف أتال أنه لا يستطيع “أن يقول المزيد عن الجناة والدوافع”.

تأهب في أوروبا

وكانت الشرطة الفرنسية قد ألقت القبض على كيريل غريازنوف (40 عاما)، وهو طاه ونجم تلفزيون “الواقع” الذي يشتبه في أنه عضو في جهاز الأمن الفدرالي الروسي، وقد اعتقل بتهمة التخطيط لعملية “واسعة النطاق” لزعزعة استقرار فرنسا.

وكانت أجهزة الأمن في جميع أنحاء أوروبا في حالة تأهب منذ فترة طويلة لمواجهة أي أعمال تخريبية.

وكان السفير الفرنسي السابق في موسكو جان دي غلينياستي، من بين أولئك الذين قالوا مؤخرا إنه يعتقد أن تورط روسيا في عمليات التخريب ممكن، وقال: “من الواضح أننا في حالة صراع مع روسيا، ومن الواضح أن روسيا لن تفعل أي شيء لمساعدة هذه الألعاب الأولمبية على النجاح”.

ومع رفع حظر الطيران فوق العاصمة الفرنسية، وتخلي القناصة عن أسلحتهم، شعر الباريسيون بالامتنان لعودة مدينتهم بعد احتفال أجبر العديد منهم على ظروف لا تختلف عن الإغلاق.

شاركها.