قبل عدة عقود، كان لشهر رمضان في المملكة العربية السعودية طابع مميز يجمع العائلة والجيران في أجواءٍ مليئة بالبركة والألفة.
كانت الأسر السعودية تتفق بشكل ودّي قبل موعد الإفطار والسحور على تحضير الأكلات الشعبية المتوفرة في ذلك الوقت، مما يعكس روح التعاون والمشاركة.
كانت المائدة الرمضانية يملؤها الخير والبركة، فقد كان جيل الطبيبين يهتم بالمائدة في الفطور والسحور.

“فك الريق” قبل فطور رمضان

عند الإفطار، كانوا يبدأون بتناول التمر والرطب والماء، وهي العادة المعروفة باسم “فك الريق”. بعد ذلك، تتوجه العائلة بأكملها لأداء صلاة المغرب، حيث يصطحب الكبار الصغار معهم.

وبعد الانتهاء من الصلاة، يجتمعون لتناول وجبة الإفطار التي تشمل أطباقًا مثل الأرز باللحم، أو المرقوق، أو الجريش، الذي كان يُعتبر الطبق الرئيسي على المائدة في ذلك الوقت.

كما كان بعض الأسر يخلطون الحساء مع الجريش لإضافة نكهة مميزة. ولم تكن مائدة الإفطار لتكتمل دون وجود اللقيمات ومشروبات مثل التوت، والتي لا تزال متداولة حتى اليوم.
أما وجبة السحور، فكان الأرز حاضرًا فيها أيضًا، وغالبًا ما كانت الزوجة تقوم بتحضيره مع “القفر” (اللحم المجفف) أو “القديد”، حيث كان الكثيرون يفضلون تناوله مع “القرصان” أو الربيان أو اللحم.

وكانت عملية تجهيز لحم “القفرة” تتم على عدة مراحل: أولاً، يتم تقطيع اللحم إلى شرائح طويلة، ثم يُرش بالملح ويُلف بإحكام بقطعة قماش حتى يتخلص من السوائل، وبعد ذلك يُنشر على حبل ليجف تمامًا قبل أن يصبح جاهزًا للطبخ.
كما كانت بعض الأسر تفضل تقديم “الجريش” أو “المراصيع” مع الأرز في وجبة السحور، بالإضافة إلى “اللبينة”، وهو اللبن السائل الذي كان يُشرب بكثرة، خاصة في وقت السحور.
هذه العادات والتقاليد الرمضانية تعكس جانبًا من التراث السعودي الغني، الذي يجمع بين البساطة والروح الجماعية، مما يجعل شهر رمضان وقتًا مميزًا للعائلة والمجتمع.

شاركها.