|

اعتبر زعيم تكتل المحافظين في ألمانيا فريدريش ميرتس الفائز بالانتخابات التشريعية -التي جرت أمس الأحد- أن أوروبا يجب أن تعزز قدراتها الدفاعية، وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن أوكرانيا وتمويل حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال ميرتس “بالنسبة لي، ستكون الأولوية المطلقة تعزيز قوة أوروبا في أسرع وقت ممكن حتى نتمكن، خطوة خطوة، من تحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة” في المسائل الدفاعية.

وأضاف في مناظرة تلفزيونية مع مرشحين آخرين بارزين بعد الانتخابات “بعد تصريحات دونالد ترامب (الرئيس الأميركي) الأسبوع الماضي، من الواضح أن الأميركيين غير مبالين إلى حد كبير بمصير أوروبا”.

وكشفت استطلاعات -أجرتها القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني عند خروج الناخبين من المقار الانتخابية- عن تقدم ملحوظ للاتحاد المسيحي بانتخابات البرلمان التي جرت أمس، وتلاه حزب “البديل من أجل ألمانيا” متقدما على حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.

ووفقا لتوقعات القناتين، تمكن الاتحاد المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) من الحصول على ما يتراوح بين 28.5% و29% من أصوات الناخبين، وهي نتيجة أفضل من تلك التي حصل عليها بانتخابات عام 2021 (24.1%).

وكذلك تمكن حزب “البديل من أجل ألمانيا” من مضاعفة نتيجته، إذ من المتوقع أن يحصل على ما يتراوح بين 19.5% و20% (مقابل 10.4% عام 2021).

العلاقات مع أميركا

وأشار ميرتس زعيم تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى أنه لا أوهام لديه على الإطلاق “بشأن ما سيأتي من أميركا”.

وتابع “أنا في غاية الفضول لمعرفة ما سيحدث في الفترة بين الآن وموعد انعقاد قمة الناتو نهاية يونيو/حزيران” لكنه شكك في ما “إذا كنا سنظل نتحدث عن الحلف بشكله الحالي أو ما إذا كان علينا إنشاء قوة دفاعية أوروبية مستقلة بسرعة أكبر”.

ومن جانبه هنأ رئيس حلف الناتو مارك روته -في منشور على منصة إكس- ميرتس على فوزه قائلا “أتطلع إلى العمل معك في هذه اللحظة الحاسمة من أجل أمننا المشترك” مؤكدا أنه “من الضروري أن تزيد أوروبا إنفاقها الدفاعي وستكون قيادتكم أمرا أساسيا”.

كما كرر ميرتس تنديده بـ”التدخلات الأخيرة بالانتخابات الألمانية من جانب إيلون ماسك” مستشار الرئيس الأميركي، فقد دعم هذا الملياردير حليف ترامب الرئيسي -بقوة- حزب “البديل من أجل ألمانيا” المؤيد لموسكو والذي يوصف باليميني المتشدد.

وقال ميرتس “إن التدخلات من واشنطن لم تكن أقل دراماتيكية ووقاحة من التدخلات التي شهدناها من موسكو، لذا فنحن تحت ضغط هائل من جانبين”.

أوكرانيا وروسيا

وبشأن أوكرانيا، قال ميرتس “برأيي، لم نقدم الدعم الكافي حتى الآن، وإلا لما استمرّت هذه الحرب 3 سنوات”.

وأعرب عن عدم يقينه بشأن الموقف الذي ستتخذه الإدارة الأميركية تجاه الحرب في أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة.

واعتبر التقارب الروسي الأميركي دون إشراك أوروبا بأنه بالغ الخطورة، قائلا إنه “لهذا السبب، نحن بحاجة إلى حكومة في ألمانيا يمكنها التحرك بسرعة قدر الإمكان”.

وأكد أنه سيعمل على تشكيل حكومة اتحادية تمثل جميع الشعب الألماني وتسعى لحل المشكلات، مستبعدا أي تحالف مع حزب “البديل من أجل ألمانيا”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه “يوم عظيم لألمانيا” بعد فوز المحافظين أمس بالانتخابات التشريعية التي شهدت تقدما لافتا لليمين الذي يوصف بالمتطرف.

وكتب الرئيس الجمهوري على منصته “تروث سوشال” أنه كما هي الحال في الولايات المتحدة “سئم الشعب الألماني من الأجندة غير المنطقية، خصوصا في ما يتعلق بالطاقة والهجرة”.

شاركها.