طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان مخيم نور شمس بشمال الضفة الغربية بإخلائه فورا، وسط حملة تصعيد واقتحامات لمدن ومخيمات الضفة وتهجير السكان من منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.
وأعلن اليوم الأربعاء عن استشهاد سيدة وجنينها وفتاة من مخيم نور شمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها مدينة طولكرم ومخيماتها، لليوم الـ17على التوالي.
وقالت مصادر للجزيرة إن فلسطينيا من بلدة “علار” استشهد خلال اشتباكات مسلحة بمخيم نور شمس، شرق طولكرم، في حين أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بإصابة جندي من وحدة “ماغلان” في اشتباك مسلح بمخيم نور شمس.
هذا، وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، قتل وجرح عسكريين إسرائيليين في كمين نفذته برفقة سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت كتيبة طولكرم في كتائب القسام في بيان إنها تمكنت برفقة سرايا القدس من تنفيذ كمين محكم في قوة مُشاة للعدو بحي المنشية بمخيم نور شمس.
وأوضحت أنهم أوقعوا أفراد القوة بين قتيل وجريح، في حين لم يصدر تعقيب فوري من الجيش الإسرائيلي على بيان كتائب القسام.
الاحتلال ينذر عبر مكبرات الصوت أهالي مخيم نور شمس في طولكرم لمغادرته#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/BDjXgtnMbB
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 12, 2025
التهجير والتدمير
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال طالبت السكان عبر مكبرات الصوت بالخروج من المخيم، وبالتوازي مع ذلك أطلقت قوات الاحتلال الرصاص، وسمعت أصوات انفجارات داخل المخيم، تخللها دهم منازل المواطنين، وتخريب وتدمير المرافق العامة، وتهجير السكان، والاستيلاء على بعض منازلهم وتحويلها لثكنات عسكرية، بينما أخضعت السكان لتحقيق ميداني واعتقلت عددا منهم.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد “انتشرت قوات الاحتلال بآلياتها ودوريات المشاة على مداخل المخيم وحاراته، وسط إطلاقها الرصاص الحي والقنابل الصوتية بكثافة لبث حالة من الخوف والهلع بين الأهالي”.
ووصف نازحون حالة المخيم بأنها “صعبة ومزرية جدا، فهناك منازل ومحلات مهدمة وشوارع مجرفة، وجنود الاحتلال يدهمون المنازل بطريقة همجية ويكسرون محتوياتها من الداخل، ويعتدون بالضرب على الشبان، ويطردون كبار السن دون السماح لهم باصطحاب احتياجاتهم الأساسية خاصة الملابس، ويستولون على أجهزة الهاتف النقال الخاصة بهم”.
اعتقالات في جنين
وفي جنين -حيث تستمر العملية العسكرية لليوم الـ23 على التوالي- أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، كما اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، وجرفت عددا من الشوارع، وأغلقت بعضها بالسواتر الترابية، ومنعت السكان من التنقل حتى إشعار آخر، خلال عمليتها العسكرية المستمرة في المدينة ومخيمها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي بالمدينة، ودهمت عشرات المنازل، وجرفت البنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أغلب الأحياء.
وفي حصيلة غير نهائية، تفيد مصادر فلسطينية بأن العملية العسكرية الإسرائيلية أسفرت حتى الآن عن استشهاد 25 فلسطينيا في مدينة جنين ومحيطها.
تحركات لآليات الاحتلال بمحيط دوار يحــيى عيـــاش في جنين. pic.twitter.com/czetIrwiBg
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 12, 2025
حصار واعتقالات في طوباس
وفي تطور آخر، قالت مصادر للجزيرة إن تعزيزات عسكرية إسرائيلية وصلت مدينة طوباس، وأغلقت بعض مداخلها الرئيسية.
وأضافت أن الاحتلال اعتقل فلسطينيا من منزل حاصره في بلدة عقابا شمال غرب طوباس، كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية تياسير في قضاء طوباس.
وذكرت وكالة الأناضول أن الجيش الإسرائيلي، اعتقل اليوم الأربعاء، فلسطينيين اثنين، بعد محاصرة منزليهما في بلدة عقابا غربي مدينة طوباس بالتزامن مع عدوانه المتواصل على شمال الضفة الغربية المحتلة.
ويأتي ذلك بعد أن انسحب الجيش من مخيم الفارعة للاجئين بعد عملية عسكرية استمرت 11 يوما.
قوات الاحتلال تعتقل شابا بعد محاصرة منزل في بلدة عقابا شمال طوباس. pic.twitter.com/dxiVJ39245
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) February 12, 2025
اقتحام وتهجير في الفارعة
وكانت مصادر قالت للجزيرة في وقت سابق إن قوات الاحتلال جددت اقتحامها مخيم الفارعة، جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية، بعد أن كانت قد انسحبت منه صباح اليوم.
وخلال عمليتها العسكرية بالمخيم، دمرت قوات الاحتلال ممتلكات الفلسطينيين بشكل واسع، وأجبرت ما يزيد على 60% من سكانه على النزوح خارجه.
وقد حصلت الجزيرة على مشاهد خاصة، تظهر حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في البنية التحتية والطرق داخل المخيم خلال هذه العملية.
40 ألف نازح من شمال الضفة
وفي حصيلة لعمليات التهجير والنزوح أفادت وكالة الأونروا أن 40 ألف نازح فلسطيني تم تهجيرهم قسرا من شمال الضفة.
وقالت القائمة بأعمال مكتب إعلام الأونروا في الضفة الغربية عبير إسماعيل في مقابلة مع الجزيرة نت إن أكثر من 3500 أسرة لاجئة نزحت من مخيم جنين، وأن أكثر من ألفي أسرة هجرت أيضا من مخيم طولكرم.
وذكرت أن التقديرات تشير إلى أنه حتى 9 فبراير/شباط، نزح 1500 شخص من سكان مخيم الفارعة.
وأضافت أن مخيم نور شمس شهد موجات نزوح عقب نشاط قوات الأمن الإسرائيلية التي استهدفت المخيم في 9 فبراير/شباط، حيث نزحت أكثر 1700 أسرة من المخيم.
وقالت إن التحدي الرئيسي يكمن في إيجاد مأوى للنازحين، لا سيما خلال فصل الشتاء ودرجات الحرارة الباردة؛ حيث يعاني العديد من النازحين من ظروف معيشية صعبة، وبعضهم بلا عمل أو مصدر دخل، ما يجعل تأمين إيجارات للمنازل في هذا الوقت غاية في الصعوبة، كما تواجه هذه العائلات تحديات إضافية بسبب انقطاع التيار الكهربائي والمياه.
وأضافت أن بعض الأسر النازحة لجأت إلى أقاربها في القرى والمناطق المجاورة، في حين اضطر المئات إلى الإقامة في مراكز إيواء وفّرتها محافظات المدن، والمجالس القروية.
ونوهت إلى أن الأونروا قامت بعدة تدخلات لإغاثة اللاجئين النازحين، حيث وفرت العيادات المتنقلة لتوفير العلاج للنازحين في مختلف أماكن وجودهم، كما قدمت الدعم النفسي للأطفال والأنشطة الترفيهية في مراكز الايواء، ونسقت مع الشركاء في توزيع الطرود الغذائية.
وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا على شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، مما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ثم وسّع الجيش عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 يناير/كانون الثاني، حيث استشهد 5 فلسطينيين، في حين بدأ في الثاني من فبراير/شباط الجاري عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، وبعد 11 يوما من مخيم الفارعة.
وفجر الأحد، وسع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليشمل مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، بينما ادعى أن قواته استهدفت عددا ممن وصفهم بالمخربين واعتقلت آخرين.
وتُسمع في المخيمات المستهدفة أصوات تفجيرات وإطلاق رصاص، بينما يدفع الجيش الإسرائيلي بمزيد من قواته وسط أعمال تجريف وتدمير وتفجير، وحركة نزوح مستمرة من مخيمات شمالي الضفة إلى القرى المجاورة.